|


نواف العقيّل
نهائي ميسي وفرنسا
2022-12-16
يستعد العالم لمشاهدة ميسي للمرة الأخيرة بقميص الأرجنتين، وسط ترقب لمشهد النهاية الذي قد يكون بفرح كبير بتحقيق اللقب الذي طال انتظاره، أو الحسرة مرة أخرى بعد نهائي 2014 المحبط لميسي، قد يتعاطف غالبية عشاق كرة القدم مع ميسي في الأحد الكبير، وهذا أمر طبيعي لما قدمه اللاعب في سنواته في كرة القدم، والتي كان يلاحقه مارادونا دائمًا في كل شيء حتى يوم الغد.
ميسي يريد أن ينهي هذا الهاجس الذي يلاحقه منذ ظهوره الأول في المنتخب حتى آخر مباراة، هاجس منح الأرجنتين لقب كأس العالم كما فعل مارادونا، ولا شك أن بطولة كأس العالم الحالية تنسب لميسي إن حققها بسبب قيادته للأرجنتين بشكل واضح ومؤثر للفوز باللقب إن حصل، وقد يحب عشاق ميسي أن يكون الحسم غدًا بأقدام ميسي لتبقى نهاية خالدة في ذاكرة كأس العالم وفي ذاكرة ميسي.
هذا هو المشهد العالمي، ولكن النهائي سيكون بين 11 لاعبًا و11 لاعبًا، ميسي وحده لن يكون كافيًا لجلب اللقب، حيث أن منتخب فرنسا من وجهة نظري أجهز بكثير فنيًا، ولديه أدوات أكثر يستطيع من خلالها إدارة النهائي كما يريد، ولكن هذا النهائي سيكون الهدف الأول مؤثرًا في مسار المباراة، تسجيل فرنسا أولاً سيعني التراجع للخلف كما اعتدنا من ديشامب وسيخلق ذلك مساحات لمبابي سيستغلها على أفضل وجه، وإن سجل الأرجنتين أولاً سيلعب بثقة أكبر وهدوء أعلى ليحاول استغلال أخطاء فرنسا.
منتخب فرنسا خصم لا يمكن الاستهانة به، حيث أن هذا المنتخب على أبواب صناعة التاريخ الأحد في حالة الفوز باللقب، حيث سيكون ثالث منتخب بعد إيطاليا والبرازيل يحقق اللقب في نسختين متتاليتين، وسيكون للمرة الأولى منذ أن حققها البرازيل مرتين في عام 1958م ثم عام 1962م أي قبل 60 سنة لم يحدث هذا الأمر في كأس العالم، أيضاً لوريس سيكون أول قائد في تاريخ كأس العالم يحمل اللقب مرتين متتاليتين في إنجاز تاريخي سيسجل باسم هذا الجيل.
فوز فرنسا غدًا سيعني استمرار سيطرة الأوروبيين على البطولة للنسخة الخامسة في أطول هيمنة في تاريخ البطولة، ولكن الأرجنتين يريد أيضًا إعادة الكأس لأمريكا الجنوبية بعد غياب لـ 20 سنة من كأس العالم 2002 عندما حققها البرازيل.
ختام المونديال نتمنى أن يكون على قدر التوقعات، والأكيد أن رقصة ميسي الأخيرة إن كانت بالفوز أو الخسارة ستكون هي لقطة على مونديال قطر 2022.