|


د. حافظ المدلج
فوائد المونديال
2022-12-16
غدًا ستختتم أفضل نسخة من كأس العالم بشهادة القاصي قبل الداني، فقد تابعت عبر وسائل الإعلام، الحديث والتقليدي، ردود فعل المسؤولين والرياضيين والنقاد والجماهير، ووجدت إجماعًا على أنه المونديال الأفضل في التاريخ، إذ عملت “قطر” بكافة قياداتها وقطاعاتها وشعبها ومقيميها لمدة 12 عامًا، منذ 2 ديسمبر 2010، على إنجاح هذا الكرنفال، ونجح الجميع بامتياز، ليبرز السؤال الأهم: وماذا بعد كأس العالم؟ أو بعبارة أخرى ما “فوائد المونديال”؟
“القوة الناعمة” ظهرت واضحةً جليةً بتغيير نظرة العالم للعالمَين الإسلامي والعربي بشكل عام، وقدرات “قطر” خاصةً بعد أن شكَّك الإعلام الغربي بتلك القدرة على مدار 12 عامًا في أشرس حملة إعلامية عرفتها الرياضة، لكنَّ “قطر” نجحت في تثبيت اسمها على خارطة العالم كأفضل المنظّمين للمحافل الرياضية، لذا سنشاهد المزيد منها كأبرز “فوائد المونديال”.
“الإرث” هو الشغل الشاغل لمنظمي الأحداث الكبرى، ونعرف جيدًا ما حدث لدول مثل “جنوب إفريقيا”، أصبحت ملاعبها مثالًا لما يسمَّى عرفًا “الفيل الأبيض” كنايةً عن منشآت ضخمة لم تُعد لها فائدة، لكنَّ “قطر” أنشأت منذ البداية “اللجنة العليا للمشروعات والإرث” المعنية بجميع منشآت المونديال، وكيفية الاستفادة منها بعد نهايته، وأصبح الكل يعرف الفكرة العبقرية لتفكيك الملاعب، أو أجزاء منها لتستفيد منها “قطر” بشكل مثالي، وكذلك الدول المحتاجة كأهم “فوائد المونديال”.
“الصيت” والسمعة الطيبة، التي حصلت عليها “قطر” حكومةً وشعبًا بعد أن لامس كرمهم وطيب معشرهم ملايين القادمين من كل أنحاء العالم، وقد التقيت شخصيًّا مسؤولين رياضيين وجماهير، أجمعوا على انبهارهم الإيجابي، مؤكدين أنهم سيعودون مستقبلًا ليستمتعوا مع أسرهم، كأفضل “فوائد المونديال”.
“الوحدة العربية”، حيث اتّفق العرب في حالة نادرة، ألغت مقولة “اتّفق العرب على ألَّا يتفقوا”، فقد شاهدنا جميع العرب يقفون خلف المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في هذا المحفل، لتنجح الرياضة في إثبات أن ما يجمعنا أكثر ممَّا يفرقنا وقد كان ذلك أجمل “فوائد المونديال”.

تغريدة tweet:
زرت “قطر” للمرة الأخيرة عام 2016، وجئتها بدعوة كريمة من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس الاتحادين القطري والخليجي لكرة القدم، ورأيت تغيُّرًا شاملًا، لا يخطر بالبال، ويحتاج إلى أكثر من مقال، وسأغادر بعد النهائي، الذي أتمناه لـ “مبابي”، وأتوقعه لـ “ميسي”، وعلى منصات المونديال نلتقي.