|


إبراهيم بكري
منتخبنا هزم بطل العالم
2022-12-18
الرياضيون تقاس أعمارهم بعدد كؤوس العالم التي شهدوها في حياتهم، وتعدُّ أعمارهم ناقصةً إذا لم يشاركوا مع منتخب بلادهم في كأس العالم، ومع مرور السنوات ستجد مَن يسألك: متى أول مرة شاهدت المونديال؟
والصفحة الأولى في تاريخ أي دولة رياضيًّا، هي ماذا فعلت في كأس العالم؟
لا زهايمر هنا، بل ذاكرة حية لا تموت، وبحسب عمرك تدرك تفاصيل لا يعرفها إلا جيلك.
لا أحتاج إلى أن أسألك كم عمرك؟ فقط تحدَّث عن ذكريات الساحرة المستديرة الساكنة في ذاكرتك، وأنا أقول لك وقتها مَن أنت.
على صعيد المنتخب السعودي، من نبضة صوتك وتعابير وجهك ووصفك لأول هدف في كأس العالم سأعرف مشاعرك، سأعرفك وأنت تحكي قصة هدف فؤاد أنور على هولندا، وهو يركض في كل اتجاهات الملعب فرحًا. بلِّغني فقط عن هدف سعيد العويران التاريخي على بلجيكا من نصف الملعب، واحدٌ وراء واحد يتساقطون أمام مهاجمنا حتى اهتزت الشباك. قبل ذلك هزمنا المغرب بركلة جزاء، سجَّلها مَن تسبَّب فيها سامي الجابر، وعاد فؤاد أنور بصاروخ من بعيد عابر للقارات ليبرهن على انتصارنا.
مَن عاش كأس العالم 1994 في أمريكا، كُتِبَ في شهادة حياته ذهابُ السعودية إلى الأدوار النهائية بعد مستويات مميزة، أبهرت العالم، قبل أن نغادر المونديال بعد الخسارة من السويد، كما سيتذكَّر هدف فهد الغشيان الجميل.
ومع كل مشاركة عالمية يكبر عمرك أربع سنوات، وتصبح شاهد عصرٍ على أهداف سعودية، سجَّلها يوسف الثنيان، وسامي الجابر، وياسر القحطاني.
أعرفك يا صديقي، كنت تحكي قصص المونديال السعودية، وأنت مبتسمٌ وسعيدٌ. لا أريدك أن تحزن، وأنا أسألك عن ثمانية ألمانيا في شباك منتخبنا.
السعادة نفسها التي عاشها كل سعودي شاهد مونديال 94، بعد عقودٍ من الزمن شبابُ وأطفالُ اليوم سيحكون بسعادة قصةً مماثلة، قصة انتصار منتخبنا السعودي على أبطال العالم المنتخب الأرجنتيني، وكيف هزموا دون غيرهم “التانجو” بقيادة الأسطورة ميسي، وستبتسم وأنت تتذكَّر هدفَي سالم الدوسري وصالح الشهري.
لا يبقى إلا أن أقول:
وأي قصص سترويها بعد عقود وأنت الشاهد الأخير على مسك الختام ختام زمن الأسطورة ميسي، الذي ودَّع العالم بتحقيق كأس العالم للأرجنتين “قطر 2022”. كرة القدم كانت عادلة، وتحقق حلم الأسطورة بعد مشاركته في خمس بطولات لكأس العالم… ميسي وينه؟
هزمناه في المباراة الافتتاحية وعاد في النهائي بطلًا… سجل يا تاريخ، هزمنا بطل العالم.