|


عمار بوقس
قرت عينه
2022-12-18
صدمة حضارية شعرت بها والصورة تتجه بي إلى ملعب مدينة الملك سعود الرياضية بالباحة، حيث لقاء الأهلي والعين في دوري يلو، شعرت معها بالحقد على لجنة المسابقات التي لم تستطع الانتظار عدة أيام لننتهي من كأس العالم وتحفه الفنية، لكنها كانت فرصة لي لأعود بأجواء أكثر تدرجًا ومنطقية إلى دوري روشن، الذي عاود الركض من جديد دون أن يتأثر الكبير والصغير.
لا أعتقد أن الأندية التي كانت تحتاج للتوقف قد استفادت من الفرصة الذهبية التي أتيحت لها قرابة شهرين، فما زالت الأندية المتعثرة تسير على نفس النهج، وكأنها تخشى أن تتطور وما زالت الأندية الكبيرة تواصل سطوتها الفنية على تلك التي هي أقل منها، وبما أنني تحدثت عن الأهلي فماذا كان يفعل القائمون عليه خلال فترة التوقف؟!
تطبيق الوقت الفعلي لدقائق اللعب موضوع أثار انتباهي، وكنت أضع يدي على قلبي خشية أن تمتد مبارياتنا إلى 3 أو 4 أشواط، لكن تصريح لجنة الحكام حول استهدافها رفع دقائق اللعب الفعلية في الدوري السعودي من 50 إلى 60 دقيقة جعل الموضوع أقرب للواقعية، لأننا إذا أردنا أن نلعب 90 دقيقة لعب فعلية فسوف يأوي لاعبونا إلى فراشهم في الواحدة بعد منتصف الليل.
بعد المهازل التحكيمية التي شاهدناها في كأس العالم، رغم وجود التقنية مصحوبة بأفضل حكام الـ “VAR”، أرى أن استبعاد الحكم الأجنبي من دورينا أصبح ضرورة ملحة، ليعود الحكم السعودي بثقة أعلى وفرصة أكبر، وإذا كان ولا بد من عقدة الخواجة فلا مانع من الاستعانة به مؤقتًا في غرفة الـ “VAR” كرقيب على الحكم السعودي المعرض للتشكيك في ذمته أكثر بكثير من قرينه الأجنبي.
بالعودة إلى أجواء كأس العالم، كان طبيعيًّا أن تنتهي المغامرة المغربية في مرحلة ما، لكن وصولها إلى رابع العالم سيضع الكثيرين في موقف محرج وستتعقد الأمور لكل مسؤول رياضي في دولة عربية، ومع ذلك أثق تمامًا بأننا لن نشاهد إنجازًا مماثلًا لمنتخب عربي خلال 5 نسخ مونديالية قادمة، لأننا باختصار لا نملك رؤى استراتيجية طويلة الأمد، وعندما نملكها فمن السهل علينا أن نهدمها بين عشية وضحاها.
لم أفكر أبدًا في جدال ذلك الموظف الذي ينتظر مقالي في الصحيفة ليؤخر الطبعة، لأنني كنت يومًا ما أجلس في ذات الكرسي وخلف ذات المكتب، وأعلم أن تأخير الطبعة لدقائق يكلف الكثير، لذلك ماطلته قدر الإمكان لأكسب الوقت، وأنا أخط لكم أحرفي الأخيرة من هذا المقال وميسي يقترب من تحقيق حلمه لذلك بالله عليكم خبروني ميسي وينه؟ بكت عينه أم أستطيع أخيرًا أن أقول قرت عينه.