|


محمد البكيري
أولها (مسك).. ختامها (بشت)
2022-12-20
لم يكن يدور بخلد بعض الدول أو الجهات والمنظمات والأفراد. سماع طنين (لطمة) نجاح دولة وحكومة عربية في تنظيم حدث بحجم مونديال كأس العالم 2022.
سُدت أفواه منصاتهم المصوبة نحو الجزيرة العربية، حيث دولة قطر، القابعة كاللؤلؤة في محارة على شاطئ الخليج العربي. مُشعلة قناديل الافتتاح البسيط الراقي الباذخ في رسالته: الإنسانية والسلام أولًا. تلك الرسالة الأولى.
صدموا. تراجعوا خطوة. وضعوا أصابعهم في آذانهم هلعًا. أغمضوا أعينهم تذمرًا. كان صدى ردة الفعل الإيجابية والإعجاب مدويًا دوليًا وإعلاميًا وجماهيريًا من دول في الدوحة، ومحيطة بكوكب الأرض.
انتظر المتربصون فرصة أخرى. لم يجدوها. بل افتعلوها. في حركة (شاذة) مستخدمة منتخبات وغيرها في الحدث كأداء. لكن الموقف القطري حكومة وشعبًا، كان واضحًا وصريحًا وثابتًا: لا نقبل. احترموا قوانيننا وديننا وعاداتنا وأنتم في ضيافتنا. كما نحترم كل ذلك في دولكم. تلك كانت الرسالة الثانية.
استشعر الخليجيون خاصة والعرب عامة، حكومات وشعوبًا، خطورة الاستقصاد والإقصاء الغربي الممنهج من البعض تجاه شقيقتهم دولة قطر. وقفوا وقفة رجل واحد معها وخلفها. السعودية، ممثلة في سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجهت الجهات الحكومية المختصة بتسخير كافة إمكانياتها التشغيلية والبشرية لما هو في خدمة إنجاح المونديال.
ولأن الشعب السعودي يشبه قيادته والعكس صحيح. ذهبوا كأكبر مكون جماهيري. أفرادًا وجماعات. للتعاضد مع أشقائهم القطريين لتثبيت النجاح، وترسيخ الجسد الواحد، وتأصيل الثقافة العربية والإسلامية. كذلك فعلت معظم الدول العربية وشعوبها. الكل هناك من كل العالم كان مستمتعًا. ومشيدًا بالجهود والإمكانيات والراحة والأمان الذي توفر لهم. عدوها من ليالي العمر.
ليلة النهائي. جسد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر. وقائد رأس نجاح المونديال التاريخي (أرقام وإمكانيات وتنظيم) الرسالة الثالثة والأهم. عندما قلد ملك الكرة، وقائد المنتخب الأرجنتيني البطل، ليونيل ميسي. (المشلح أو البشت أو العباءة) العربية للرجال. في تقليد يعكس إحدى أرفع حفاوات إكرام العربي لضيفه النبيل. كانت أجمل ذكرة وأذكى فكرة في نوعيتها وتوقيتها قُدمت في تنظيم المونديال. وهي تأكيد نجاح تنظيم كأس العالم في دولة قطر (الخليجية. العربية): لا تستهينوا بنا.
فكان ختامها (بشت).. كما كان أولها وتاليها من (مسك).