|


حاتم خيمي
مارادونا وبس
2022-12-22
انتظروا ولا تغضبوا من العنوان يا عشاق ميسي ويا أنصار بيليه ويا محبي زيدان وكريستيانو ورونالدو وحتى مبابي الأسطورة القادمة، لست ممن يحاولون إجبار الجميع على أن يكون أسطورتهم مارادونا. فكل الذين ذكرتهم يعتبرون أساطير، وقدَّموا للعالم المتعة والجمال، من خلال كرة القدم تلك اللعبة التي أصبحت أكثر من مجرد لعبة.
فتسعون دقيقة من مباراة لكرة القدم قادرة على نسيان الناس مشاكلهم بمختلف أنواعها الاجتماعية وجوعهم وفقرهم وقهرهم، فهي القوة الناعمة التي تغلبت على جميع أقرانها، فعذرًا ليونيل ريتشي وكيني روجرز، وعذرًا ورثة مايكل جاكسون فرانك سيناترا بيكاسو ودافنشي وارنست همنجواي. كل هؤلاء أساطير في مجالاتهم، ولكن يبقى تأثير كرة القدم وأساطيرها أقوى.
لا أنكر أنني من عشاق مارادونا، وأنه الأفضل بالنسبة لي، وأذكر أنني غردت عند وفاته (ماتت كرة القدم). من يقول إن ميسي هو الأفضل فلا بأس وأيضًا من يفضل بيليه أو زيدان أو كريستيانو فمن حقهم، فلكل رأيه وذائقته فهو طبق مليء بالألماسات النادرة وكل شخص يختار ما يريد.
أنصار بيليه يذكرون أنه أذهل العالم وحقق ثلاث كؤوس للعالم، وكان أولها بمعجزة وهو في سن السابعة عشرة. عشاق مارادونا يقولون إنه ذهب إلى نادي نابولي الذي كان هزيلًا ويصارع على البقاء في إيطاليا فحقق الدوري مرتين وكأس إيطاليا والسوبر وكأس الاتحاد الأوروبي. وحقق كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني ومعه لاعبون مغمورون وسجَّل هدفًا إعجازيًّا في إنجلترا يعد هو الأجمل في التاريخ.
محبو ميسي أيضًا يتحدثون عن سحره الفني، وأنه حقق كل شيء العديد من البطولات مع برشلونة ومؤخرًا كوبا أمريكا وكأس العالم والعديد من الأرقام القياسية. ويتصدى دائمًا عشاق كريستيانو بأدائه الخرافي وبطولاته مع الريال وتحقيقه كأس أوروبا والدوري الأوروبي مع منتخب ليس متمرس في تحقيق البطولات كالأرجنتين والبرازيل مثلًا. علاوة على تحقيقه العديد من الأرقام القياسية. يتحدى أنصار ميسي ورونالدو بالأرقام الشخصية لهما ويفضلونه عن مارادونا فأقول لهم نعم أرقامهم أفضل ولكن هل شاهدتم كيف تغيرت الخطط وكيف كانوا يلعبون أمام مارادونا. كل الفرق والمنتخبات كانت تخصص لاعبًا لضرب مارادونا فكم من لاعب حصل على شهرة جارفة، ولعل أشهرهم الإيطالي جنتيلي، فكان ذلك يقلل من الأرقام، ولكنه لم يقلل من المتعة والإبهار.
يقول الصحفي البرازيلي الشهير إيمار:
لو تعرض لاعب من الجيل الحالي للضرب الذي تعرض له مارادونا لانتهى مبكرًا.