|


رياض المسلم
بـ«سطار».. أخيرا وصلنا «الشباك»
2022-12-23
يركض لاعبو السينما باتجاه مرمى واحد، ويتنافسون على تسجيل الهدف الأكبر وهو من يستحوذ على “شباك التذاكر”، وعلى ضوء مبيعاته خرج ما يسمى “توب 10”، وأغرت الإيرادات رجال أعمال في دخول مجال الإنتاج حتى أبطال الأفلام، وإلا لما فعلها توم كروز في فيلم “المهمة المستحيلة” عندما تحول إلى منتج في الجزء الثاني بعدما علم أن منتجة الجزء الأول بولا واغنر حصلت على أكثر من نصف مليار دولار إيرادات رغم أن الفيلم لم تتجاوز تكاليفه 80 مليون دولار، ليبعدها في عام 2000 ويتصدى للمهمة المالية.
شباك التذاكر هو المقياس الحقيقي لنجاح أي فيلم مع احترام آراء النقاد والمختصين وحتى الجوائز الممنوحة في المهرجانات لا تدل قطعيًا بأن الفيلم ناجح، فالجائزة الحقيقية هي “النافذة الصغيرة”.
الأفلام السعودية التي بدأت في منتصف الستينيات الميلادية بـ”تأنيب الضمير” للمخرج السعودي سعد الفريح وبطولة الممثل السعودي حسن دردير “رحمهما الله” وانتجت أكثر من 300 فيلم إلى يومنا لا تزال بعيدة عن شباك التذاكر، رغم التطور اللافت في صناعتها من أبناء الجيل الجديد إلا أنها تدور حول النافذة، ولم تجبر عشاق الشاشة الكبيرة على الجلوس في مقاعد الصالات لذا دائمًا ما نسمع عن سحب أفلام سعودية من الصالات لضعف الإقبال والإيراد فتخرج من السباق في الأمتار الأولى، وتُخلي الصالة لأفلام أجنبية أو مصرية يعرف صناعها كيف تدار لعبة الشباك قبل أن تدور عدسة البروجكتر.
شاهدت أفلامًا سعودية عدة في السنوات الأخيرة البعض منها جيدة، وأخرى حصدت جوائز محلية وعالمية، لكن كل التسديدات رائعة وقوية بيد أنها لم تصب الهدف.. “شباك التذاكر”.
تلقيت دعوة لحضور العرض الخاص للفيلم السعودي “سطار”، وكما هي العادة في الكثير من الأفلام المحلية توقعت أن أخرج في منتصف الفيلم والمدة التي تحكم بقائي فترة أطول على الكرسي هو “الفشار” فعندما ينتهي أغادر.. هي المجاملة بعينها، ولكن انتهى “الفشار” وما زلت في مكاني ولست وحدي بل جميع من في الصالة.
بالفعل أراهن أن ما شاهدته من بطل الفيلم إبراهيم الحجاج وعبد العزيز الشهري وزملائهما سيشكلون رقمًا صعبًا في شباك التذاكر، ولن يكون نفسهم قصيرًا في السباق، فلقد عرفوا قواعد اللعبة ونفذوها باحتراف.
لذا، أتمنى مستقبلًا أن يكون التركيز من صناع الأفلام السعودية على المشاهد وليس الجوائز.. فالأخيرة ستأتي لا محالة لكن الأول هو معيار النجاح.