|


نواف العقيّل
الفرحة بميسي لا تنسينا كريستيانو رونالدو
2022-12-23
شاهدنا خلال الأيام الماضية في وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، احتفالًا كبيرًا بفوز ميسي بكأس العالم مع منتخب الأرجنتين في بطولة ستخلد ميسي إلى الأبد في تاريخ كأس العالم، وانتهت من خلالها عقدة مارادونا، التي كانت ستلاحقه إلى الأبد لو أهدر لاعبو الأرجنتين ركلات الترجيح أو لم يتصدَ مارتينيز للانفراد الشهير بالوقت الإضافي.
وكعادة كرة القدم، تواجد من يقلل من قيمة كريستيانو رونالدو، التي لا تقل نهائيًا عن ميسي من وجهة نظري، خاصة أن المقياس، الذي أراه حقيقيًا لآخر 20 سنة، هو دوري الأبطال، البطولة التي تضم أفضل اللاعبين والمدربين، ونشهد من خلالها مباريات عظيمة على الجانب التكتيكي والبدني سنويًا، وهذا الأمر كان مفقودًا وبقوة في كأس العالم، حيث يرى العديد من الخبراء في مجال التحليل أن كرة القدم الدولية متراجعة وبقوة عن كرة قدم الأندية، وهذا أمر لا يمكن إنكاره، رغم رمزية وأهمية كأس العالم للجميع.
عندما نتحدث عن دوري أبطال أوروبا لا يمكن أن ننسى أو نتجاهل أو نحاول أن نقلل من كريستيانو رونالدو، لأن الواقع يقول إنه هو ملك هذه البطولة، كيف لا، وهو اللاعب الذي جمع بين لقب دوري أبطال أوروبا، والفوز بلقب الهداف 5 مرات في مسيرته، وهو الهداف التاريخي للبطولة، والهداف التاريخي للأدوار الحاسمة (ربع النهائي + نصف النهائي + النهائي) برصيد 42 هدفًا، وهو ضعف ما سجله ميسي في هذه الأدوار (20 هدفًا)، وهو أيضًا أكثر من سجل بنسخة واحدة من دوري أبطال أوروبا (17) هدفًا في 11 مباراة لعبها 2013ـ2014، وهو في هذا الرقم ينافس نفسه، فهو أيضًا ثاني أكثر من سجل بنسخة واحدة (16) هدفًا 2015ـ2016 في 12 مباراة لعبها.
الانتقاص من لاعب بقيمة كريستيانو رونالدو، بسبب عدم الفوز بكأس العالم، هو أمر لا يصدر من شخص عاقل ومطّلع، لأن التاريخ كما سيذكر ميسي كبطل لكأس العالم، سيذكر كريستيانو رونالدو كملك للبطولة الأعظم في عصر ميسي ورونالدو، البطولة الوحيدة التي تشاهد لاعبين ينتقلون من أندية بسبب عدم مشاركتهم بها، أو الانتقال لنادي يشارك بها بشكل مستمر، ودوري أبطال أوروبا هو سقف كرة القدم في هذا العصر، وهذا الأمر سيستمر لسنوات قادمة عديدة.
نعم قد تكون سنة 2022 سيئة لرونالدو، وقد تكون هي الأسوأ بسبب تصرفاته، ولكن هذا الأمر لا يمحي تاريخ رونالدو، الذي شاهدناه في أعظم ليالي كرة القدم بدوري الأبطال.