|


د. حافظ المدلج
شكرًا قطر
2022-12-23
بحمد الله كنت من أكثر الناس حظًا حين تلقيت دعوة كريمة من الشيخ “حمد بن خليفة آل ثاني” لحضور كأس العالم قطر 2022، عشت خلالها أجواءً لا توصف وحضرت في “المنصة” معظم مباريات المونديال وسط حفاوة وكرم وضيافة يستحيل وصفها في مقال، فقد كان كل شيء يدل على الاهتمام بالتنظيم والتفاصيل والأثر، فحق علينا أن نقول صادقين “شكرًا قطر”.
“التنظيم” بإجماع العالم تفوقت قطر على جميع من سبقها وأتعبت من سيأتي بعدها، وقد لا أتجاوز الحقيقة حين أعلى استحالة تنظيم كأس عالم بذات الجودة في الملاعب والأعمال اللوجستية وإدارة الحشود وتوفير كل ما يخطر على بال المنتخبات والضيوف والجماهير، حيث يكفي استقرارهم في مقر إقامة واحد والتنقل بيسر وسهولة طوال البطولة فقالوا “شكرًا قطر”.
“التفاصيل” رأيتها في الملاعب التي لم يترك فيها شيء للصدفة، فرغم بيع جميع التذاكر إلا أن هناك من يتأخر في الحضور أو يغادر قبل انتهاء المباراة ولكن المشاهد يرى جميع المقاعد مشغولة طوال وقت المباراة، إنها فكرة “Seat Filler” حيث تم توظيف الآلاف لملء المقاعد في حال فراغها حتى لا تشوه صورة الملعب، هل نحتاج تفاصيل أكثر لنردد “شكرًا قطر”؟!
“الأثر” حيث ستستفيد بعض دول العالم من ملاعب “قطر” التي سيفكك أحدها بالكامل وبعضها بشكل جزئي لتبنى مشاريع رياضية بأماكن أخرى تحتاج لتلك المنشآت، ويمتد أثرها إلى تدريب مئات الآلاف من الكوادر بمختلف أنحاء العالم ليعودوا لدفع عجلات التنمية في بلادهم التي ستستفيد من تدريب شبابها بالمونديال، ناهيك عن الأثر الذي تركته قطر في نفوس العالم الذين زاروا أرضها أو شاهدوا المونديال عبر الشاشات فتغير لديهم الانطباع الذي رسمته وسائل الإعلام الغربية، فردد العالم بأسره وتحديدًا العالم الإسلامي والعربي والخليجي “شكرًا قطر”.

تغريدة tweet:
“شكرًا قطر” فقد ثبت للعالم بما لا يدع مجالًا للشك قدرة شباب الخليج على صناعة المستحيل ورفع سقف الطموح، وقد لا أبالغ إذا قلت بأن “كأس العالم” ستعود إلى “قطر” خلال 20 سنة قادمة على الأكثر بطلب من الاتحاد الدولي “فيفا” والاتحادات الأعضاء، حيث سيشتاق العالم لتكرار تجربة أفضل مونديال على الإطلاق، وحينها ستتفوق “قطر” على نفسها وستبهر العالم أكثر وأكثر، وعلى منصات المونديال نلتقي،