|


د. عبد الرزاق أبوداود
عود على بدء!
2022-12-26
عقب استكمال أجمل وأغلى وأمتع وأهم المسابقات الرياضية العالمية، مجسَّدةً في بطولة كأس العالم 2022، التي أسعدت الكثيرين، وخابت فيها آمال الآخرين، عاد عشاق الرياضة إلى متابعة المسابقات المحلية والإقليمية، وما إليها من منافسات أخرى روتينية، نتابعها عامًا أو موسمًا بعد آخر على المستويات المختلفة، حتى تكاد أن تصيب المشاهدين بالملل والاكتفاء والتشظي، وربما التفوُّق والإبهار.
في خضم هذه العودة السريعة بكل معطياتها، ترجع الأندية والفرق المحلية إلى مسيرة وسير المعاناة، والتردُّد بين خيارات وربما وقائع شتى، قد تذهب أدراج الرياح، حيث ترزح فيها الأندية المعنية في صراعات واحتمالات ومعطيات وإصابات ممتدة لا تنتهي، من الفرحة والأمل، والخيبة والتردُّد، والمنافسة الجادة والسقوط، في أتون هذا “النادي” الذي يطمح إلى تحقيق بطولة ما، وذاك الذي يحاول الاستمرار في مناطق الأمان والطمأنينة الموجعة، والآخر الذي يترنَّح في المناطق الصعبة، بين الحيرة من جانب، والأمل من جانب آخر، والمغادرة إلى منافسات أخرى أقل متابعة واهتمامًا وجاذبية وجماهيرية!
هذا هو حال معظم أنديتنا الرياضية في مسابقات كرة القدم المحلية المختلفة، وحتى الألعاب الأخرى، ما بين طامح، وطامع، وخائف ومترقب، وضعيف ربما تذروه الرياح، وتحطمه قوة المنافسين! ومستسلم “ديدنه” لعل وعسى! وضعيف يعتمد على ظروف قد تتغيَّر بين عشية وضحاها، وقليلٌ هم أولئك الباحثون عن بطولات دولية أو محلية، يرتفع معها سقف التوقعات والأحلام إلى مراتب عليا، لا يحلم بها الضعفاء القابعون في المراكز المتأخرة، والمستسلمون لعوامل الحظ والخيال، وربما شيء من الشعوذة والشائعات!
ما بين الحيرة والأمل، لم يكن الموسم المنصرم كباقي المواسم المنقضية، بل كان ضوءًا خافتًا، يزدادُ إنارةً عند كلمة أو حدث مستهجن، ونبضًا حائرًا “بين إشارات مرتبكة”، ماذا ولماذا وكيف؟
كلُّ تلك التساؤلاتِ إذا توقفت عندها، وتأمَّلتها مليًّا، قد تدفعها “الظروف” إلى مزيد من التوقعات، أو العودة إلى مواقع الضعفاء القابعين بأمل وهمي أو حقائق صعبة.
منافساتنا المحلية تعيش احتمالات عدة، فهي إما مقدمة واعدة بالآمال والعطاء، أو أخرى قابعة في المؤخرة، حزينة بلا أمل، أو وسطية لا تسمن ولا تغني من جوع.