|


تركي السهلي
أهلا كريستيانو
2023-01-03
من المحيطات والعبور إلى الخرائط الجديدة، من رحلة البرتغالي عبر السفن إلى هبوط الطائرة الخاصة، من الذهب القديم إلى الوجهة العالمية الجديدة، من جزيرة “ماديرا” إلى قمّة المرتفع في “طويق”. أهلًا كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفيرو.
المزيج الذي تشكّل من طاهية وبستاني في سانت أنطونيو فونشال سيداعب الكُرة في شارع بلال بن رباح. اللاعب الذي كان لديه تسارع في نبضات القلب عندما كان صغيرًا أصبح أسرع لاعب وأكثرهم قفزًا فوق الرؤوس. الأعظم في التاريخ سيتجه كل يوم من المحمّدية شمال الرياض نحو المجد حيث جزيرة العرب والعلم الأصفر.
الصباحات التي ستمرّ على حي طويق ستكون مختلفة هذه المرّة، محال الفول وأكشاك الطماطم وصغار الحي ودكاكين الإسكافية ومحال الملابس التقليدية ستكون من زينة وورد، والشوارع المؤدية إلى نادي النصر ستأخذ لون السماء وحبّات النفود. كل ليلة ستكون هناك مصابيح حمراء وصفراء وخضراء فوق البيوت المتراصّة المُحيطة بـ”القريّة الشعبية”. يبدو أن كل شيء سيكون متمازجًا بين النصر وكريستيانو، بدءًا من الفكرة الأولى والمفهوم الأعمق وصولًا إلى الركض المشترك في مضمار الفوز. لم يكن “العالمي” طوال تاريخه صدفة، بل جذرًا ضاربًا في قاع الأرض، ولم يكن رونالدو سوى الحقيقة المستمرة، فكان الالتقاء.
الأمور تسير باتجاه اليقين والانطلاقة الجديدة، وكل الموارد ستكون نصرًا حيث المنبع الكبير والرؤية الدؤوبة والجماهيرية الجارفة. أحدث كريستيانو دويًّا عالميًا وكان الأصفر السعودي محور الحديث.
لا أوهام الآن، ولا أحاديث ضعيفة، ولا قصص منسوجة بالكذب، ولا أفق ضيّق، ولا مشاريع بلا جدوى. نحن نصنع القصّة الكبرى المولودة من حلم كبير وعقل لا يعرف إلّا القوّة من التفكير المنعكس عزمًا شديدًا صلبًا. نحن الذين أوجدنا الماء بجانب النار والزيت المنبعث من الباطن والحصان العربي الأصيل والخيمة المبنية بالرخام والقهوة الجنوبية والسيف والخنجر والشاب الطويل اليافع والفتاة المُتشاركة في إدارة المعركة ورسم المستقبل والطفل الذي يأخذ مقلمته ومعه كتاب الحساب وصفحات القوّة. نحن هُنا ونحن هناك أيضًا. نحن الإشارة البعيدة المرئية لكل سكان البلدان والنور الدليل.
أهلًا كريستيانو. أهلًا بعدد ما هناك من مجد وأعين ثاقبة. أهلًا بك معنا في رحلتنا التي نقطعها بعيدًا عن النائمين في أسرّة الخشب الواقفين حراسة عند بيوت القش. أهلًا بك نصرًا.. لونًا.. فرحًا.. خطًّا مستقيمًا نحو الدائرة المتكوّنة من رحلات البحار وعروق الرمال. أهلًا بالبداية التي لا حدود لها.