|


خالد الشايع
رونالدو لا يجب أن يكون الهدف
2023-01-04
تعاقد نادي النصر مع الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، والهالة الإعلامية الكبيرة التي عايشها، هي بداية لعهد جديد للرياضة السعودية، كما قال الأمير عبد العزيز بن تركي، وزير الرياضة، إن هناك أسماء عالمية كبيرة ستدعمها الوزارة أيضًا، للعب مع الأندية السعودية، خطوات الهدف منها أن تكون السعودية هي وجهة اللاعبين القادمة، بدلًا من الإمارات أو قطر أو الصين، ليس فقط لاعبين كبار، بل أساطير، توجه سينقل الدوري السعودي إلى مصاف الدوريات الأكبر في العالم.
حسنًا، جاء رونالدو، وربما سيلحقه آخرون، ميسي، نيمار، لوكا، ولكن هذه هي الخطوة الأسهل في المشروع، المال يجلب أي لاعب في العالم، ولكن هذا لن يكون كافيًا، إن لم يصاحب ذلك تطور حقيقي في المنظومة الرياضية، وأولها النقل التلفزيوني. كيف يمكن أن ننقل الدوري السعودي للعالم، ونحن عاجزون حتى عن نقله محليًا، دعك من الانقطاع المستمر في البث، الإخراج فقط يحتاج مشروعًا آخر، ناهيك عن التعليق، واستخدام التقنيات، ووجود منصة بث حقيقية، لا تطبيقات على الهواتف والتلفزيونات الذكية، كثيرون في أوروبا تساءلوا كيف يمكن متابعة مباريات الدون؟ للأسف لا نعرف، فالناقل لا يصل إلى أوروبا، وهذه مشكلة أخرى.
اللجان والتحكيم، تحتاج للكثير من العمل والتطوير لتواكب المرحلة المقبلة، التي سيتم فيها إنفاق الكثير من المليارات لتطوير الدوري، العمل المطلوب إنجازه يجب أن يكون بحجم الدعم الكبير الذي سيتم دفعه.
بلا شك أن قدوم لاعب بحجم رونالدو حدث تاريخي، خاصة وأن النصر قدّمه في استقبال أسطوري تناقلته مختلف الصحف في العالم، ولكن من المهم الاستفادة من ذلك، ومواكبة الحدث الضخم، بعمل لا يقل ضخامة عنه، رونالدو لن يكون الوحيد، سيلحق به آخرون، صفقات ستجعل الدوري السعودي محط الأنظار، ومرغوبًا من أهم لاعبي العالم، ولكن في الوقت ذاته سيكون تحت العيون والمراقبة، وأي خطأ ستتناقله الصحف العالمية، أي زلة من حكم، أو قرار غير دقيق، سيتم نشره في كل مكان، وهي الدعاية التي لا نرغب بها في هذه المرحلة، فهل الاتحاد السعودي ولجانه قادرون على أن يكونوا في مستوى الحدث؟ أشك في ذلك كثيرًا، حديث الدكتور يحيى الشريف رئيس غرفة فض منازعات كرة القدم في مركز التحكيم السعودي كشف حجم الفوضى التي تعصف بأهم المراكز القانونية، فإذا كانت جهة بحجم مركز التحكيم يتم التعامل فيها بالشكل الذي فضحه الشريف، فكيف سيكون الحال فيما هو دونها! لا شك أمامنا عمل كبير.