الإنسان يعتاد كل شيء، حتى تلك الأشياء المرعبة تصبح اعتيادية ولا تخيفه إذا ما اعتاد عليها، أتذكر بدايات كورونا، وكيف أصابني الخوف على أحد الزملاء عندما علمت بإصابته، كان أول شخص أعرفه يصاب بالوباء، لا أعتقد أن أحدًا أزعجه أكثر مني، وأظن أن طول تعبه كان بسببي، لأنني لم أعطه فرصة الحصول على النوم الكافي لكثرة اتصالاتي عليه، ثم توالت الإصابات من هنا وهناك على الكثير ممن أعرفهم، وعندما أصبت بكورونا بعد عامين من ظهورها كان الخوف منها قد زال، مجرد ثلاثة أيام من الحمى، كانت إحدى الليالي فيها شديدة، ثم تشافيت تمامًا بعد أيام قليلة، ولله الحمد.
قبل ثلاثة أيام التقيت مع أحد الأصدقاء، وعند المساء شعرت ببرودة وآلام في الركبة وشيء من الضعف، وفي نهار اليوم التالي اتصلت بصديقي الذي أبلغني بشعوره بالأعراض نفسها، ثم اتصل بعد ساعات وقال إن نتيجة تحليله هي كورونا، ثم سألني إن كنت سأجري فحصًا، فأجبته: لا.. سأعتبرها كورونا وخلاص!.
هل كان فيلم “تايتنيك” سينجح لولا قصته الرومانسية؟ هل كانت القصة ستنجح لولا موت بطلها العاشق الشجاع الوسيم المضّحي؟ لا أظن أن القصة ستنجح لولا الحسرة التي تركها الفيلم في قلوب المشاهدين، تلك الحسرة على موته هي من صنعت التعاطف الكبير وبالتالي نجاح القصة ونجاح الفيلم. على “العربية نت” قرأت قصة رومانسية، لكنها حقيقية هذه المرة. في قرية أفنوف شرقي الجزائر جمع الحب بين شافع وزهور، كان شافع يعمل في البناء، وتعبيرًا عن محبته لخطيبته بنى لها بيتًا إسمنتيًا على شكل طائرة، مكوّن من أربع غرف، كان بناء الطائرة شاقًا لأن القرية تقع في منطقة جبلية وعرة، لكن شافع أصر على تقديم ما هو مختلف، ما حدث، وبعد انتهاء البناء، أن شافع تعرض لحادث سيارة وتوفي قبل أن يتزوجا، فانتهت قصة ذاك الحب ولم يبقَ منه سوى البيت الطائرة والحسرة التي تتركها القصة على السامع. البيت الطائرة صار معلم القرية، والسيّاح لا يتوقفون عن زيارة الطائرة. إنهم يزورون القصة!.
التطور التقني الحاصل مذهل، وفوائده كثيرة، وهو من غيّر شكل حياتنا للأفضل، وإن أصبحنا بلا خصوصية كاملة، لأن الارتباط بالإنترنت يعني بأنهم سيعرفون عنا تفاصيل دقيقة، ماذا أكلنا وشربنا، وأين ذهبنا، وبمن اتصلنا، وماذا اشترينا، تخيلوا أن مثل هذه الأمور لا يقولها بعضنا للأصدقاء المقربين لأننا نعتبرها من خصوصياتنا، في الوقت الذي تعرفها شركات الإعلانات ومراكز الأبحاث! المهم.. عن حياتنا المرتبطة كليًا بالإنترنت: ماذا لو انقطع الإنترنت في العالم؟ حسبما قرأته على “إندبندنت عربية” فإن الأمر يتجاوز توقف وسائل التواصل ومنصات المتاجر الإلكترونية، وسيصل إلى توقف جميع وسائل النقل والاتصالات والكهرباء والماء وتدفق النفط والغاز! كيف رضينا أن نجعل اقتصادنا تحت رحمة سلك يمتد عبر البحار؟ لا يبدو السؤال مهمًا، وقد يبدو ساذجًا أمام رنين مسمى الاقتصاد الرقمي، لكن السؤال نفسه سيكون الأهم إذا ما انقطع السلك يومًا!.
قبل ثلاثة أيام التقيت مع أحد الأصدقاء، وعند المساء شعرت ببرودة وآلام في الركبة وشيء من الضعف، وفي نهار اليوم التالي اتصلت بصديقي الذي أبلغني بشعوره بالأعراض نفسها، ثم اتصل بعد ساعات وقال إن نتيجة تحليله هي كورونا، ثم سألني إن كنت سأجري فحصًا، فأجبته: لا.. سأعتبرها كورونا وخلاص!.
هل كان فيلم “تايتنيك” سينجح لولا قصته الرومانسية؟ هل كانت القصة ستنجح لولا موت بطلها العاشق الشجاع الوسيم المضّحي؟ لا أظن أن القصة ستنجح لولا الحسرة التي تركها الفيلم في قلوب المشاهدين، تلك الحسرة على موته هي من صنعت التعاطف الكبير وبالتالي نجاح القصة ونجاح الفيلم. على “العربية نت” قرأت قصة رومانسية، لكنها حقيقية هذه المرة. في قرية أفنوف شرقي الجزائر جمع الحب بين شافع وزهور، كان شافع يعمل في البناء، وتعبيرًا عن محبته لخطيبته بنى لها بيتًا إسمنتيًا على شكل طائرة، مكوّن من أربع غرف، كان بناء الطائرة شاقًا لأن القرية تقع في منطقة جبلية وعرة، لكن شافع أصر على تقديم ما هو مختلف، ما حدث، وبعد انتهاء البناء، أن شافع تعرض لحادث سيارة وتوفي قبل أن يتزوجا، فانتهت قصة ذاك الحب ولم يبقَ منه سوى البيت الطائرة والحسرة التي تتركها القصة على السامع. البيت الطائرة صار معلم القرية، والسيّاح لا يتوقفون عن زيارة الطائرة. إنهم يزورون القصة!.
التطور التقني الحاصل مذهل، وفوائده كثيرة، وهو من غيّر شكل حياتنا للأفضل، وإن أصبحنا بلا خصوصية كاملة، لأن الارتباط بالإنترنت يعني بأنهم سيعرفون عنا تفاصيل دقيقة، ماذا أكلنا وشربنا، وأين ذهبنا، وبمن اتصلنا، وماذا اشترينا، تخيلوا أن مثل هذه الأمور لا يقولها بعضنا للأصدقاء المقربين لأننا نعتبرها من خصوصياتنا، في الوقت الذي تعرفها شركات الإعلانات ومراكز الأبحاث! المهم.. عن حياتنا المرتبطة كليًا بالإنترنت: ماذا لو انقطع الإنترنت في العالم؟ حسبما قرأته على “إندبندنت عربية” فإن الأمر يتجاوز توقف وسائل التواصل ومنصات المتاجر الإلكترونية، وسيصل إلى توقف جميع وسائل النقل والاتصالات والكهرباء والماء وتدفق النفط والغاز! كيف رضينا أن نجعل اقتصادنا تحت رحمة سلك يمتد عبر البحار؟ لا يبدو السؤال مهمًا، وقد يبدو ساذجًا أمام رنين مسمى الاقتصاد الرقمي، لكن السؤال نفسه سيكون الأهم إذا ما انقطع السلك يومًا!.