|


تركي السهلي
القانون الأصفر
2023-01-09
في هذه المرحلة بالذات، نادي النصر هو الجاهز تمامًا للانسجام مع المشروع الرياضي. لم يسقط المنطلق من تاريخه العريق في بعض الفِخاخ، بل تجاوزها واستقام. تجنَّب الوقوع في خطاب الكراهية المُمارس ضدَّه، ومَن كان يلاحقه باللغة الإقصائية دفعه الضيق ووقع.
أكثر من وسيلة ومن صوت، ألصقت بالنصر ما ليس به، واستهزؤوا به حدَّ الشماتة والتسلُّط، لكنه في كل وقت كان يرفع راية الانضباط والقانون وينتصر. اليوم، يخشونه، ويقولون إنّه “مدعوم” أكثر!
الوضع لم يتبدَّل، وكل ما في الأمر أنهم احترقوا بنيران مَن كان يشعلها لهم، ولا يملكون اهتداءً.
هذا زمن “القانون الأصفر”، المبدأ الذي ينبذ الانتقاص والكراهية وخطاب التضليل، ويُعلي من شأن الحقيقة، والعقول النظيفة، والفرص المتساوية.
لقد دفع النصر أثمانًا باهظة، لم يكن مسؤولًا عن دفعها، ووقف في وجه الوجوه الضائعة، وأعطاها الدليل، ولم يكن في مراحله كُلّها سوى الشعلة المضيئة في الظلام. هو ليس مسؤولًا عن الضعف الذي يعتري الآخرين، ولا عن العقود المبنية على عقود، ولا عن التحريض على الفسخ للإغاظة، ولا عن أولئك الذين لم يقرؤوا المشهد على وجهه الصحيح. هو ليس مسؤولًا عن أولئك الذين لا همَّ لهم سوى إسقاطه ولو كان ذلك بالمخالفات. في كُلّ التفاصيل، كان القاطن في “طويق” غرب الرياض، يحمل ملفَّه فقط، وليس في نيّته إلا أن يُنجزه في أقوى عمل.
الآن، القوة للمشروع، والمجد له، ونال وسينال الجميع التمكين، ومع هذا وفيه، لابدّ أن تعي الأطراف أن المقبل لا يُشبه ما فات.
إننا في زمن عظيم، وعطاءات كُبرى، ورؤية لا حدود لها، وليس لأحد من سبيل إلا الانسجام والاتجاه نحو الأمام، والنعيم بكل ما هو فائق ومُذهل. إنَّ محاولة القفز على القوانين لن تنجح، والتفكير بممارسات قديمة لن تُجدي، فقد ذهبنا مع العقول النيّرة إلى منطقة البياض، وإعطاء كُلّ ذي حقٍ حقّه، وإلى المساحة الواسعة التي تُنادي الجميع، ولا مكان للذين لا همَّ لهم إلا الجلوس في المُربّع الضيّق، وحرمان الآخرين من الطريق الموصل للانطلاق.
إنَّ النصر يُعلِّمنا الآن أن المنافسة مفتوحة، وأن منبع التفكير لا تفضيل عنده لأحد، وأن النزيه أقوى، وأن الذي يُحاول الالتواء سيسقط ولن يقوى على النهوض إلا حين الالتزام.
لقد تمَّ الدرس، واستوعب مَن استوعب، ومَن أراد البقاء في خانة التلقين لا مجال أمامه إلا أن يجلس مع ذاته لمراجعة الحساب.