|


رياض المسلم
«أشيمطة» الإعلام وعجوز هوليوود
2023-01-10
“يكبر ويعقل”.. عبارة تهدأ النفس البشرية من تصرفات الكثير من المراهقين الطائشين، فيتلهف الآباء للحظة تخطي أبنائهم مرحلة مقتبل عمرهم في العشرينيات لتركد أمواجهم المتلاطمة، وكم من مراهق طائش أضحى رمزًا كبيرًا في مجاله عندما شق طريقه في بحور العلم والمعرفة.
هي القاعدة السليمة في المراحل العمرية ولكن شواذها قلّة ومن يخالفها يصبح أضحوكة في المجتمع، وإلا لما قدَّم العبقري الراحل عبد الحسين عبد الرضا مسرحية “مراهق في الخمسين”. من يطرق باب الخمسين من عمره فهو بلغ أعلى مراكز الثقة في النفس والوعي متسلحًا بخبرات تراكمية وينظر إليه بأنه شخص له تقدير خاص وكلمته مسموعة فكيف لا وهو من عصرته الدنيا ويسقي المجتمع من رحيقه.
في الإعلام الرياضي الأمر مختلف، فالبعض من منسوبيه عندما يشارفون على الخمسين يضمحل تفكيرهم ويصغر قطر دائرة رؤيتهم، ويكبر فيهم التعصب والإساءة ومعهم أذكر الفيلم الخالد للنجم براد بيت “بنجامين” عندما ولد “عجوزًا” وبدأ يصغر لحين بلغ المراهقة، لكن عقله كان متوازنًا في كل مرحلة عمرية بعكس الكثير من النقاد والإعلاميين فأعمارهم تتقدم وعقولهم تصغر.
استقطاب الأسطوري كريستيانو رونالدو إلى دورينا أكبر مكسب للكرة السعودية، والفائدة المجنيّة من الصفقة التاريخية لها أبعاد رائعة على مستوى الوطن والتعريف بمقوماته السياحية والثقافية والرياضية والاقتصادية وشاهدنا حجم التفاعل العالمي الكبير الذي لا يقيسه أي ميزان، ورغم ذلك خرج بعض هؤلاء الإعلاميين لينتقدوا الصفقة وآخرون يلمحون إلى الدعم فقط لنادي النصر رغم أن كل الأندية المحلية مدعومة من قبل وزارة الرياضة وستدعم بلاعبين عالميين، ولكن فرصة التعاقد مع “الدون” كانت من نصيب النصر فهو في النهاية سيوقع لفريق واحد ولن يقدم على خطوة محمد كنو.
البعض من الصحافيين يتحدثون عن دعم الصفقة التاريخية ومواردها وهو لم يطلع على تفاصيل العقد التي لم يعلنها نادي النصر وهو الجهة المخولة، لكنهم يبنون على تكهنات ويحولونها إلى حقائق في عقولهم، وجعلوا من أنفسهم فرائس سهل اصطيادها من قبل محامي النادي وإلا لما شاهدنا وقرأنا اعتذارات هنا وهناك.. وكما قال الزعيم عادل إمام “بتحط نفسك في مواقف بايخااااه”.. ويلخص تركي الضبعان رئيس نادي الطائي مشهد هؤلاء ممن يثير التعصب بوصفه إياهم بـ”أشيمطة الإعلام”.. لزملاء المهنة ممن أعماهم التعصب.. اجعلوا المجتمع يحترمكم ويقدر مهنتكم وطرحكم ولا تنساقون خلف رتويت أو لايك وأنقذوا أنفسكم من شرورها وأوقفوا مراهقة الخمسين.