|


محمد المسحل
الخليج العربي..
2023-01-13
كأس الخليج الـ 25 تتلألأ من جديد في العراق العربي الحبيب، وهي المرة الثانية التي يستضيف فيها العراق هذه البطولة الكروية العربية العريقة، حيث استضاف الدورة الخامسة، التي أُقيمت في الفترة من 23 مارس حتى 9 أبريل 1979، وتُوّج بها المنتخب العراقي بكأس البطولة على حساب نظيره الكويتي الذي حلَّ ثانيًا، وذهب المركز الثالث للمنتخب السعودي، وجاء المنتخب البحريني رابعًا.
واحتاج العراق إلى 20 عامًا، ليتمكَّن من العودة الحميدة لاحتضان بطولة العرب في قلعة من قلاع العرب على ضفاف خليج العرب في البصرة العراقية العربية.
العراق وكل مَن فيه أعزاءٌ على قلوبنا، ولهم في ضمائرنا كل الحب والوفاء والتبجيل، ولن نألو جهدًا لدعم هذا البلد الشقيق بكل أطيافه، وفي كل المجالات، لا سيما في المجال الرياضي، الذي كان للعراق فيه صولاتٌ وجولاتٌ، وسنراه يعود إلى ما كان عليه في سابق عهده وأكثر بإذن الله، فلدى العراقيين كل المقومات لصنع الأبطال في كافة الميادين، والتاريخ خير شاهد.
أتمنى أن يتمِّم الله على العراق وأهله بختام ناجح لكأس الخليج الـ 25، وأن نتطلع معه جميعًا لاستضافات رياضية وثقافية واجتماعية واقتصادية عربية في مقبل الأيام، وأن تعود بوابة العرب الشرقية إلى مكانها ومكانتها التي عرفناها منذ الأزل.
أما خليجنا العربي، فهو عربيٌّ منذ خُلق، وعربيٌّ بسواحله التي لا تطلُّ عليه إلا بلاد العرب، ولم يكن لغيرهم عليه مطلٌّ ولا محط قدم، ففي شماله العراق العظيم، وفي غربه دول الجزيرة العربية بدايةً من الكويت ومرورًا بالسعودية والبحرين وقطر والإمارات وانتهاءً بعمان، وفي شرقه أرض الأحواز العربية المحتلة، التي أهداها الاحتلال البريطاني لحكام هضبة فارس، ولابد أن تعود يومًا حرّة أبيّة إلى أحضان الوطن العربي الكبير، وحتى ذلك الحين، فالخليج كان ولا يزال وسيظل عربيًّا حتى يوم القيامة.
العرب لا يملكون عُقدًا نفسية تجاه أصول وأعراق الآخرين، لذا كانوا ولا يزالون يتقبَّلون، بل ويقبلون أن تكون بينهم قيادات غير عربية، لكنها تحترم نفسها، وتحترم العرب وتاريخها، وتتحدث لغة العرب حبًا وكرامة، أما لو جاءنا مَن “يتعنصر” ضدّنا، ويحتقرنا، أو يأخذ حقوقنا، فهنا لابد أن نداويه بما كانت هي الداء، ولنا في ذلك شهادات من التاريخ.
عاشت أمتنا العربية أبيّة بشعوبها ودينها وإرثها ومروءة ونخوة وشجاعة وكرامة رجالها ونسائها، وببحورها وخلجانها وإبلها وخيلها وصقورها وغزلانها ونمورها وإنجازاتها وثرواتها شامخة إلى يوم الدين.