لم تكن المرة الأولى التي يقرر نادي الشباب برئيسه خالد البلطان رفع قيمة تذاكر مبارياته أمام الفرق الجماهيرية ولن تكون الأخيرة، فقد سبق أن رفع القيمة المالية في مواسم مضت، ولنكن واقعيين هل ذلك التصرف يمثل مخالفة أو أنه حق مشروع ما دام النظام أتاح له، حتى لو الأمر كان ضارًا بالمصلحة العامة ونفور الجماهير من المباريات، في ظل الرغبة الجامحة لمسيّري رياضتنا من إيجاد بيئة جاذبة للملاعب، وأولها تمكين المشاهدين وتحفيزهم للحضور وبكثافة.
لو تقمص أحدكم شخصية خالد البلطان في هذا التصرف، فإنه بالتأكيد قد يفعل الموقف نفسه، ويجد له بعض العذر، وسيضع العديد من المسببات والمبررات للجوء لهذا الأمر، لرفع مداخيل ناديه أولًا، ولكسب المليون ثانيًا عند ارتفاع نسبة الحضور في الملعب، وإذا لم يتم ذلك فأقل تقدير يضمن انحسار حضور الجمهور النصراوي، وهو أمر سيفيد فريقه نفسيًّا داخل الملعب أو قد يكون كل ما فعله رسالة مبطنة للرجل للوقوف مع ناديه ماديًّا، لكن المؤكد أن وزارة الرياضة أو اتحاد الكرة أو رابطة المحترفين سيشكل لديهم ذلك هاجسًا وقلقًا لا بد من تعديله وإيجاد حلول ناجعة، لأن تكون الأسعار في المتناول خاصة فئة الشباب كفئة مستهدفة وأكثرية ستمثل لديهم عائقًا للتواجد، بل حتى رب الأسرة الذي يود تواجد كامل أفرادها في المباراة سيجد نفسه مضطرًا التخلي عن الحضور أو دفع رقم كبير لتمكين أبنائه من الذهاب، ونسأل كيف لو تواجد كريستيانو رونالدو في هذه المباراة ما هو الرقم الذي سيقنع البلطان لتمكين الجماهير النصراوية وغيرها من الحضور للملعب.
لنترك ذلك جانبًا لأنه بالتأكيد سيجد من المسؤولين حلًا وطريقة لا ضرر فيها ولا أضرار للجميع، ونسأل عن تفاوت أسعار التذاكر عندما لعب الشباب أمام فرق الهلال والاتحاد والنصر، ففي لقاء الشباب والهلال كانت قيمة التذكرة ثلاثين ريالًا، وأمام الاتحاد رفع القيمة إلى مئة وخمسين ريالًا للتذكرة، وأمس أمام النصر كانت قيمة التذكرة مئتي ريال، بمعنى أن الرجل قدر قيمة جماهير كل نادٍ يقابله والمكاسب التي تعود على ناديه من جراء مضاعفة أسعار التذاكر ووضع القيمة المالية المساوية لكل فريق يقابله، وهنا لا بد من جماهير النصر تقدير ذلك لرئيس الشباب وإزالة العتب عليه، لأنه قدّر القيمة الفعلية والمالية لنصرهم ووضعه في السقف الأعلى بين الفرق الأخرى ماليًّا، وبالتالي لا لوم على البلطان بل شكرًا له أنه وضع النصر أولًا.