|


تركي السهلي
البلطان القديم
2023-01-16
في كُلّ مرّة يتحدث فيها خالد البلطان، يخطئ. يُحاول العودة للضوء، فيبقى في مكانه. لا شيء يدعمه في المرحلة الراهنة سوى الإرث القديم، وهذا حساب خاطئ.
لم تعد اللغة الماضية مناسبةً للزمن الحاضر، ولم تعد المعطيات التي تولَّدت في زاويا المسافة البعيدة حاضرة في الفناء الواسع، ولم يبقَ هناك مزيدُ فُرص، ولا مساحة تحرّك. يُصرُّ البلطان على المواقف اللفظيّة، وغيره يركض باتجاه الأفعال الواضحة! يُعطي نفسه ومَن معه مفردات بلت وماتت، والآخر يرفع حدود الهمّة إلى مستويات لا يسمع فيها صراخ أحد، ولا يرى عندها نظرات الفشل. أظنّ أن الإشفاق على “أبو الوليد” هو الأمر الظاهر الآن. جماهير الشباب تُحاول معه، وتصبر عليه، وهو يلاحق “لائحة التسويق” في رابطة الأندية، والدلال لأندية، ولم ينظر ولو لمرّة واحدة لوضعه القانوني كرئيس، ولا للدعم الكبير الذي يحظى به من وزارة الرياضة. المشكلة في الرئيس لا في النادي.
الواجب على رئيس أقدم أندية العاصمة أن يُغادر، أن يحمل معه كل السجلات الخالية، ويترك المكان، وألَّا ينتظر أحدًا هذه الأيّام، لأنه غريب عنهم، وهم لا يُشبهونه بكل تفاصيلهم وتفاعلاتهم وحوكمتهم وإجراءاتهم الكاملة. لم يعد هناك مكان للزمن القديم فقد ذهب ولن يرجع.
النهاية تقترب، والقيادة لنادٍ بحجم “الليث” لابد وأنّ تمثّل تركيبته وعمقه وتتفق ومرحلة البناء، والضبط، والاستقطاب الرفيع، والنجاح.
إنّ إخفاق البلطان لم يكن بسبب كلامه الضعيف تجاه أندية بجماهيرها ورمزها وتاريخها العريق، بل لعدم نجاحه في محيطه الضيّق داخل الشباب، واتخاذه طرقًا لا تؤدي إلى الانسجام مع المشروع الرياضي الكبير، وصوته المرتفع الذي لم يعد أحد يستمع له ولم يعد حتى النادي الأبيض وجماهيره بحاجة هي الأخرى له. إنّ الأشهر القليلة المقبلة فاصلة في مسيرة النادي الكبير، مع وجود أفكار مختلفة بين ما يحمله الرئيس الحالي للشباب وبين الجيل الجاهز المتسلّح بالعلم والمعرفة والأفق الواسع.
لقد وقفت “الشروط” مع خالد البلطان حين القدوم الأخير، لكن الشروط ذاتها هي التي ستُبعده، فهو لم يتخطَّ مسيرته الأولى، ولا أفكاره غير المتطورة، ولم يحسن الخوض في معترك، كان يتطلّب الذكاء في القول والحركة وفهم الأدوار على وجهها الصحيح.
إنّ الخطأ الذي وقع فيه رئيس الشباب هو الاعتماد على أدواته السابقة في وقت كان يحتاج فيه إلى عقل جديد.