|


محمد المسحل
الاستثمار في الفرص الرياضية
2023-01-20
كل يوم يمرُّ، نسمع فيه عن مبادرة حكومية تُعنى بالاستثمار بشكل عام، والاستثمار الرياضي خاصةً، على الأقل، وهو ما يهمني في هذه المقالة.
قفزاتٌ نوعيةٌ شهدتها الساحة الرياضية في هذا المجال، لا سيما باستحواذ صندوق الاستثمارات السعودية نادي نيوكاسل الإنجليزي العريق، وتعاقد نادي النصر مع لاعب عالمي مثل رونالدو، ناهيك عن بعض المناسبات العالمية التي تستضيفها المؤسستان، الرياضية والترفيهية في المملكة، من مباريات سوبر، وفورمولا، وغيرهما. هذا إضافةً إلى بعض الصفقات التي قد يُعلن عنها في أي وقت، وبالطبع الدعم السخي الذي تتلقاه الأندية، لا سيما في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة.
هذه الفرص، التي تُصرف عليها رؤوس أموال مليارية، من المؤكد أن لها مردودًا معنويًّا وجماهيريًّا على الساحة الرياضية، وبالتأكيد أيضًا، أن لها مردودًا ماليًّا كبيرًا، إن لم يغطِ التكلفة المالية بالكامل، فعلى الأقل سيغطي أغلبها، والأهم هو القوة الناعمة التي ستكتسبها المملكة من خلال هذه الصفقات التي لا تُقدَّر بثمن، وأتوقَّع أن تكون خلفها فرق عمل تخطِّط بشكل جيد لذلك.
وقبل أيام، أطلق سمو سيدي ولي العهد، صندوق الفعاليات الاستثماري، وهو صندوق معني بدعم المشروعات الرياضية والترفيهية ذات البعد الاستراتيجي داخل المملكة، ودون شكٍّ، خُصِّص جزءٌ كبيرٌ من هذا الصندوق لدعم الفعاليات والمشروعات الرياضية المميزة، لا سيما في رياضة الفروسية والسهام ورياضات أخرى معينة.
وأيضًا، ينطلق يوم الثلاثاء المقبل ملتقى “فُرص”، الذي تنظمه وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والمعني بعرض الفرص الاستثمارية للأراضي التي تملكها الوزارةعلى المستثمرين الراغبين في استثمارها بتسهيلات وآليات متطورة ومغرية، لم يسبق أن تم طرحها للمستثمرين من قبل، وقد بدأت بعض الأمانات فعليًّا بتجربتها في بعض المناطق وبنجاح ملحوظ، منها أمانة المنطقة الشرقية، وأمانة منطقة المدينة المنورة، وأمانة منطقة حائل، ومن المؤكد أن هناك أمانات أخرى انطلقت في هذا التوجُّه نفسه، لا يسعفني الحظ للاطلاع على جهودها.
ولو دمجنا كل ما سبق، لتشكَّلت أمامنا فرصةٌ كبيرةٌ للمستثمرين الراغبين في الدخول بمجال الاستثمار الرياضي، حيث تتوفر البيئة الداعمة بوجود استثمارات عالمية، تبشِّر بوجود الدعم اللازم، لا سيما مع وجود الصناديق الداعمة المختلفة، والجهات التي توفر الأراضي اللازمة لذلك، وقبل كل ذلك، وجود قائد شاب مُلهم، يتابع كل صغيرة وكبيرة، ويتخذ القرارات الشجاعة الداعمة للمجال فور وجود أي معوقات.
المجال خصب جدًّا، ويتطلَّب وجود جهات تثقيفية وتأهيلية تدعم وتضمن رفع المستوى المهني للعاملين فيه الآن وفي المستقبل.