|


عبد العزيز الزامل
بداية عظيمة في The Last of Us
2023-01-31
دائمًا اقتباسات الألعاب في الأفلام ما تكون سيئة، ونادرًا ما تكون جيدة، وكذلك شبه مستحيل أن تكون عظيمة... هذه القاعدة على وشك أن تكسر مع المسلسل الجديد المقدم من شبكة HBO الخارقة في صناعة الأعمال.
حينما سمعت لأول مرة عن صناعة واحدة من أشهر الألعاب في العالم، أصبت بالتوجس والريبة، وذلك لأن الماضي المتعلق بصناعة كل من الألعاب، بل وحتى أعمال الأنيميشن إلى أفلام تكون سيئة في أغلبيتها.
هذا التوجس بدأ بالتلاشي، بل وسرعان ما تحول لانبهار في أول حلقتين من مسلسل ذي لاست أوف اس، وبعد إصدار الثالثة أصبت بالتردد من جديد لإجبار التغير ما بين اللعبة والمسلسل، وذلك لإضافة الأجندات الأمريكية الخارجة عن الفطرة.
المسلسل يبدأ في توقيت زمني رائع سينمائيًا، حيث يبدأ بحلقته الأولى مع بداية الكارثة في مشاهد تحبس الأنفاس، تاركًا المشاهدين للبقاء على أعصابهم بدلًا من أن يتساءلوا عما يحدث وما سبب حدوثه، وكذلك يجب أن أقول إن العمل بدأ بطريقة تجعل المشاهد لا يحتاج لأن يلعب اللعبة لكي يفهم كل شيء، بل أن العمل مستقل بذاته في كل التفاصيل.
قصة هذا العمل تتكلم عن كارثة تحل على العالم، وهي بكتيريا تجعل الإنسان غير مسيطر على نفسه، هذه البكتيريا تتحكم بجسد الإنسان وتجعله جثة متحركة. هدفها هو أن تتكاثر بأسرع وقت ممكن وبأي طريقة كانت. وبالتالي بداية الكارثة تكون مع شخصيتنا الرئيسة وابنته الصغيرة.
الحلقة الأولى بدأت بافتتاحية عظيمة، حيث يتحدث عالمان عن مخاوفهم حول العالم، هل ستكون فيروسات أو بكتيريا، ونظرًا لما عاناه البشر حول العالم من كارثة فيروس كورونا مؤخرًا، فنحن كمشاهدين نجيب على تساؤلات المقدم، بأن الكارثة هي الفيروسات، ولكن العالم الآخر يقدم لنا قصة المسلسل وبدايته العظيمة في جواب مختلف، حيث إن الفايروسات بالإمكان معالجتها من قبل البشر وإيجاد عقار لها، بينما البكتيريا فلا يمكن لنا أن نهزمها، ومن هذه البداية التاريخية الرائعة التي تشرح فكرة عالم اللعبة والمسلسل.
العمل في حلقتين، في الأولى قدم تسلسلًا تاريخيًا، بينما في الثالثة اختلفت كثيرًا في تفاصيله عن اللعبة. ولكن، في حال عودة المسلسل إلى مساره الصحيح في الحلقة الرابعة فبالتأكيد سيكون عملًا رائعًا.
والجدير بالذكر أن العمل نجح في التقييمات والمشاهدات، وأعلن عن تجديده لموسم ثانٍ بعد حلقتين فقط.