أدرك أنه ليس من العادة، أن يُثني أخٌ على أخيه في مقالة صحفية، ويسرد سجاياه وإنجازاته، إذ إنها لا محالة ستقطُر دمًا من شدة جروح شهادات صاحبها، لكن عندما يتعلَّق الأمر بشقيق، ضرب أروع الأمثلة بالأخلاق والتضحيات وبالعمل الصادق والدؤوب، فلابد هنا أن أقنع نفسي أولًا، ثم القرَّاء الأعزاء، بأن تخصيص مقالة لياسر المسحل أمرٌ، حتى لو تخلَّله شيءٌ من الفخر، لا علاقة له بالنفاق والمحاباة، حتمًا.
بعد بلوغي سن السابعة بأسابيع قليلة، وبالتحديد في يناير 1974، خرجت من المنزل لأقف على رصيف طريق الدمام الخبر منتظرًا أخي، المولود الجديد، ليصل مع والدتي من الخُبر، وتحديدًا من مستشفى “الشرق”، بعد أن كنتُ أعيش تفاصيل يومي بين أختَين “في ظل غياب أشقائي الكبار لظروفهم الدراسية والعملية”، وعلمت لاحقًا بأنه سُمِّي “ياسر”، ليُدخل على أسرتنا الكثير من اليُسر والبركة والسرور.
نشأ هادئًا، مطواعًا، متسامحًا وصبورًا، واستمرَّ هذا الطبع فيه حتى اليوم. أحببته أخًا بكل تأكيد، لكنني أحببت لين جانبه، وطيبة قلبه أكثر. كان مُرتَّبًا شكلًا ومضمونًا، ولاحظت ذلك في غرفته وملابسه وكُتُبه وانضباطه الدراسي الاستثنائي. كان حبُّه لكرة القدم والمصارعة الحرة حبًّا استثنائيًّا، حيث كان يمارس الأولى بمستوى متقدم جدًّا، أما الثانية، فكان يمزق الدُّمى التي كان يصارعها بشكل يومي، لكنَّ الوالد، رحمه الله، منعه “مثلما منعني” من ممارسة كرة القدم في النادي “خوفًا من تأثير ذلك على دراستنا”، وأسهمت أنا مع والدتي في منعه من ممارسة المصارعة بإخفاء ضحاياه من الدُّمى والوسائد.
وبحكم فارق السن، ليس غريبًا ولا مفاجئًا أن يستفيد، أو يتعلَّم ياسر مني ومن باقي أشقائي وشقيقاتي الكبار بعض الخبرات الحياتية والدراسية والعملية، لكن وبأمانة، ومنذ أن دخل ياسر عقد العشرينيات، بدأ يعطي دروسًا في صفات، زرعها والدي، رحمه الله، فينا جميعًا، وكان ياسر من أشد المتأثرين بها، لاسيما بر الوالدين، والحرص على وقت الصلاة، وفعل الخير، والعفو والنأي عن الحسد والضغينة، وهي من مسبّبات التوفيق بإذن الله. وها أنا أرى ذلك يتحقق له بتواتر قد يتعجَّب منه الآخرون الذين لا يعرفون خفايا حياته، حياة “الرجل المُوَفَّق”.
وصول ياسر إلى رئاسة اتحاد القدم وعضوية “فيفا”، لم يكن صدفة، ولن يكون الوصول إلى مثل هذا المنصب الرياضي العالمي صدفة لأي شخص كان في يوم من الأيام، بل كان وراء ذلك عملٌ تراكمي كبيرٌ، قام به ياسر، ودعمٌ سخي كبيرٌ من حكومتنا الرشيدة، وتوفيق من الله من قبل ومن بعد.
بعد بلوغي سن السابعة بأسابيع قليلة، وبالتحديد في يناير 1974، خرجت من المنزل لأقف على رصيف طريق الدمام الخبر منتظرًا أخي، المولود الجديد، ليصل مع والدتي من الخُبر، وتحديدًا من مستشفى “الشرق”، بعد أن كنتُ أعيش تفاصيل يومي بين أختَين “في ظل غياب أشقائي الكبار لظروفهم الدراسية والعملية”، وعلمت لاحقًا بأنه سُمِّي “ياسر”، ليُدخل على أسرتنا الكثير من اليُسر والبركة والسرور.
نشأ هادئًا، مطواعًا، متسامحًا وصبورًا، واستمرَّ هذا الطبع فيه حتى اليوم. أحببته أخًا بكل تأكيد، لكنني أحببت لين جانبه، وطيبة قلبه أكثر. كان مُرتَّبًا شكلًا ومضمونًا، ولاحظت ذلك في غرفته وملابسه وكُتُبه وانضباطه الدراسي الاستثنائي. كان حبُّه لكرة القدم والمصارعة الحرة حبًّا استثنائيًّا، حيث كان يمارس الأولى بمستوى متقدم جدًّا، أما الثانية، فكان يمزق الدُّمى التي كان يصارعها بشكل يومي، لكنَّ الوالد، رحمه الله، منعه “مثلما منعني” من ممارسة كرة القدم في النادي “خوفًا من تأثير ذلك على دراستنا”، وأسهمت أنا مع والدتي في منعه من ممارسة المصارعة بإخفاء ضحاياه من الدُّمى والوسائد.
وبحكم فارق السن، ليس غريبًا ولا مفاجئًا أن يستفيد، أو يتعلَّم ياسر مني ومن باقي أشقائي وشقيقاتي الكبار بعض الخبرات الحياتية والدراسية والعملية، لكن وبأمانة، ومنذ أن دخل ياسر عقد العشرينيات، بدأ يعطي دروسًا في صفات، زرعها والدي، رحمه الله، فينا جميعًا، وكان ياسر من أشد المتأثرين بها، لاسيما بر الوالدين، والحرص على وقت الصلاة، وفعل الخير، والعفو والنأي عن الحسد والضغينة، وهي من مسبّبات التوفيق بإذن الله. وها أنا أرى ذلك يتحقق له بتواتر قد يتعجَّب منه الآخرون الذين لا يعرفون خفايا حياته، حياة “الرجل المُوَفَّق”.
وصول ياسر إلى رئاسة اتحاد القدم وعضوية “فيفا”، لم يكن صدفة، ولن يكون الوصول إلى مثل هذا المنصب الرياضي العالمي صدفة لأي شخص كان في يوم من الأيام، بل كان وراء ذلك عملٌ تراكمي كبيرٌ، قام به ياسر، ودعمٌ سخي كبيرٌ من حكومتنا الرشيدة، وتوفيق من الله من قبل ومن بعد.