|


تركي السهلي
استمرار نصراوي
2023-02-06
مع كل الصخب المحيط بالنصر وحالة الاهتزاز البسيطة التي حدثت والتجاذبات بين داخله وخارجه، يبقى الأصفر العاصمي تحت النور وفي حالة الاستمرارية.
وللوصول لا بد من الحسم لأكثر من ملف، فالنادي الذي تأسّس في العام 1955م، وحاز آخر دوري له في العام 2019م، وأبرم اتفاقاً في آخر هذا العام مع واحد من أعظم لاعبي العالم وارتدى شعاره وحمل شارة قيادته في الملعب وهو البرتغالي كريستيانو رونالدو، يحتاج إلى الجلوس مع ذاته أكثر من أي أمر آخر.
فالنصر لا يعرفه سوى النصر، وهو القادر على تحديد مشاكله، ووضع الحل في مكان الخلل. والأمور بسيطة وليست ذات تعقيد، فلا عمق دون غوص ولا ارتفاع إلاّ بمزيد خطى صعود. وأولى الخطوات تكون بالجلوس الهادئ بين الأطراف الثلاثة من مجلس الإدارة والطاقم التدريبي واللاعبين، على أن يكون جلوساً معزولاً عن الدخلاء عليه، البخلاء في حبه. ثم الحديث الشفّاف واحترام الأدوار والتعاهد على النجاح وقبل ذلك التقييم الدقيق للوضع والالتزام بمعالجته.
وبالنظر للمسائل كاملة، فإن الفقدان لم يحدث بعد ولا الخسارة الكليّة ولا الضياع التام، فالترتيب مع الفرق المتنافسة في دوري روشن، هو من يعتليه، والمكتسبات في المتناول، وكل شيء سيقود إلى نهاية جيّدة دون خوف أو زلل متى ما أثمر العمل.
والواجب أنه لا داع لكل الأفعال البعيدة وردودها الأبعد والأخذ إلى مناطق غريبة من أي طرف كان، طالما أن اليد التي ترسم هي ذاتها اليد التي تكتب.
إن النصر بكل ما فيه، مُغرٍ لأي أحد، وضوء جاذب لا ظلام معه ولا بعده، وهو المُرتكز الذي تنطلق منه الأقدام، والرؤوس، والأنفس، والأهواء.
لقد عملت إدارة مسلّي آل معمّر عملاً جيداً حتى الآن وهي في ذلك شأنها شأن من يعمل إذ لا بد من إخفاق، لكن الأمر لا يضير متى ما كان العزم نحو التفوّق ومُعالجة السقوط. إنّ الطريق أمام مسلّي وفريق عمله طويل ولم ينقض منه سوى القليل، والبوادر مطمئنة شريطة ألاّ تغرق في تفاصيل الأخذ والرد بين هُنا وهُناك.
إن الخوف والتراجع لا يخدم النصر في المرحلة الراهنة ولا شيء أكثر جدوى من الفهم الدقيق للحالة والتعامل مع كل مسبّاتها بكل وضوح مع الإدراك لكل أسباب نشوء الأزمات حتى يسهل حلّها وتحقيق الاستمرارية نحو التقدّم. الجلوس أثناء مرور العواصف يعطي بُعداً للعقل واتساع أُفق ونظرة لا تعرف عدم تحديد الاتجاه. الاستمرار هو الاهتداء.