|


حسن عبد القادر
حاكموا تجار الصفقات!!!
2023-02-09
الأخضر يكسب الأرجنتين في كأس العالم، والهلال ينتصر على “فلامنجو” البرازيلي، ويصل إلى نهائي كأس العالم للأندية.
إنجازاتٌ كانت حتى وقت قريب أشبه بالمعجزات، ولم نكن نتخيَّل في يوم من الأيام أن نكسر حواجز الهيبة والخبرة والإمكانات بهذه السرعة.
التطور في كرة القدم السعودية تجاوز مرحلة الخطوات، ووصل للقفزات الطويلة والمتسارعة، فكل شيء في رياضتنا يتطور، المنشآت، المسابقات، الاستضافات، ولم نعد متفرِّجين، أو نتنقَّل من بلد لبلد حتى نتابع البطولات، بل أصبح جلُّها لدينا، فلا ينتهي حدث عالمي حتى يبدأ آخر.
وصول الهلال إلى نهائي كأس العالم للأندية لن يكن مفيدًا فقط لتاريخ الهلال ومحبيه، بل وسيحفز أيضًا منافسيه، فسقف التحدي والطموح بين الهلال ومنافسيه لم يعد ضمن “سياق العالمية صعبة قوية”، التي انتهت بوصوله لها قبل مواسم عدة، إذ أصبحت مهمة منافس الهلال حاليًّا أن يصل إلى نهائي أندية العالم، وهذا فيه ارتفاعٌ لنسبة التحدي والطموح، وتحديدٌ لأهداف مستقبلية قد تكون أبعد من الوصول إلى النهائي.
الرياضة السعودية الآن تقف على أرض خصبة، تتوفر فيها كل عوامل النجاح، وتحتاج فقط إلى تطبيق الحوكمة في بعض الأندية بشكل واضح وشفَّاف، لأن إهدار الأموال في صفقات فاشلة، ليس سببه سوء الاختيار، بل قد يدخل ضمن المنفعة من مثل هذه الصفقات! ومَن يعرف خبايا الأندية، يعرف أن النادي الذي يتعاقد مع لاعبين في الصيف، ويسرِّحهم شتاءً، يعدُّ ناديًا منهوبًا، وفيه مستفيدون، يتربَّحون من إبرام الصفقات وإلغائها للكسب من عمولة التعاقد وعمولة فسخ العقد!
ملاحقة تجار الصفقات، الذين أضرُّوا بالأندية، وفتحوا صفحات الشكاوى في محاكم كرة القدم ضد أنديتنا، أهم خطوات مسايرة النهضة الرياضية التي تعيشها المملكة، والحد من هذه الشكاوى، التي تصل للأندية، يحتاج إلى قرار حاسم بمحاسبة كل مَن تسبَّب فيها.
رسالتي الأخيرة للمسؤول الأول عن رياضتنا، هي أن تواصل النجاحات يحتاج إلى قرارات تحمي الأندية من تجار الصفقات، لذا افتحوا هذه الملفات، ولا تجعلوهم يهنؤون بغنائمهم، لأن هذا سيشجع آخرين مثلهم طالما أن المذنب يرحل دون عقاب.
للتذكير فقط:
ماركو مارين، لاعب ألماني، حضر للأهلي في نهاية عمره الرياضي براتب شهري 950 ألف ريال، يطالب النادي حاليًّا بـ 15 مليونًا قيمة فسخ عقده من طرف واحد!
وللمزيد مع الأسف، اللاعب بعد أن رحل عن الأهلي، انتقل إلى ناد في أوروبا براتب يعادل 80 ألف ريال شهريًّا!.