|


رياض المسلم
«تقويم الرياض».. أن تترفّه أكثر
2023-02-11
يقف النجم الكبير أحمد حلمي على مسرح بكر الشدي في مدينة الرياض في العشرين من شهر فبراير الجاري، ليقدم مسرحيته “ميمو”، بعد فاصل زمني استمر 21 عامًا من تاريخ عرض مسرحيته “حكيم عيون” في القاهرة، وقبله بيومين تدشن النجمة أحلام “الليلة الماسية” على مسرح أبو بكر سالم، بينما يترجل نجم الكوميديا العالمي كيفن هارت على مسرح محمد عبده ليضحك الآلاف، في الـ25 من الشهر نفسه، ومهرجان التنكر يغزو البوليفارد، وفعاليات هنا وهناك في العاصمة وكأن موسمها لم يغادر.
كل الفعاليات السابقة وأكثر تقام تحت مسمى “تقويّم الرياض”، وهو ما يشمل كافة الأنشطة على مدار العام بحسب القائمين على الهيئة العامة للترفيه، وفعلًا العاصمة تستحق ألّا يتوقف الترفيه فيها، فلقد اعتاد سكانها وزوارها على تنفس هواء الحياة الجديدة، وما يبرهن على نجاح الفعاليات الإقبال الكبير على الحفلات والمناسبات، وتصدر كملة “سولد آوت” الواجهة، وإلا لما أقام عبد المجيد عبدالله ثلاث ليالٍ في بحر أسبوع وطلب منه الرابعة.
البينة التحتية التي أقامتها الهيئة العامة للترفيه، وأشرفت عليها لاحتضان الفعاليات عنوانها “الديمومة”، وشيّدت على أسس متينة وخضعت لاختبارات الأمطار والعواصف والرياح التي ضربت العاصمة وصمدت ونجحت، لذا كانت فكرة الاستمرار رائعة ومجديّة.
في مدن عربية وعالمية عدة، الترفيه لا يتوقف فيها، ولا يكون مقتصرًا على أشهر محددة، نظرًا لتعود اقبال الزوار عليها، وبحسب لغة الأرقام فإن الرياض دخلت بقوة في مزاحمة تلك المدن السياحية، بل تخطتها، ويكفي تسجيل أكثر من 13 مليون زائر في أقل من أربعة أشهر في موسمها الثالث، وهو رقم يسيل له لعاب القائمين على السياحة في دول أخرى.
المسارح والمقاهي والفعاليات من الاستحالة أن يصرف القائمون عليها الملايين من الريالات لتدشينها واستقطاب النجوم ولم يفكروا في “التكييف”، وحضرت عددًا من الفعاليات في الرياض في فصل الصيف منها موسم الجيمرز في منطقة بوليفارد رياض سيتي، ولم نشعر بتغير الطقس كون المواقع والمسارح كانت مهيأة لاستقبال الزوار في كافة الفصول.
تجربة تقويم الرياض بأن تبقي المسارح والفعاليات مستمرة وتتلون بحسب فصول العام وطقوسها، يجب أن تعمم على بقية مدن السعودية، وتستثمر من قبل القائمين على أجهزة السياحة فيها، فكل مدينة لدينا تملك مقومات طبيعية ليست مقتصرة على وقت محدد، فيجب فصل المناخ عن الفعاليات وعدم ربطهما، وتكون الأنشطة متكيّفة مع طبيعة الأجواء، ولا يكون فقط الطقس البارد هو العنصر الأساسي لنجاح الفعاليات وإقامتها.