|


تركي السهلي
وقت آخر
2023-02-14
من جديد، تتعرّض رابطة الدوري السعودي للمحترفين للاهتزاز، بتأجيل مباراة الفيحاء والهلال إلى وقت آخر، والتي كانت مقرّرة أن تُلعب يوم غدٍ الأربعاء، بعد فراغ الفريق الأزرق من مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية. والهلال أنهى مهمّته في الرباط والعودة إلى الرياض بأكثر من 72 ساعة من المباراة المجدولة، لكن طلبًا أزرق قاد لجنة المسابقات إلى الموافقة للعب في زمنٍ غير مُحدّد.
والرابطة معنية أساسًا بتحقيق مصالح الأندية، لكنّها مطالبة أيضًا بالحفاظ على حقوق المسابقة وضمان عدالة المنافسة فيها. الموسم السابق للدوري ظلّت مباراة مؤجلة مُعلّقة على مدى ثلاثة أشهر كانت بين البطل والوصيف.
والواقع، أن الرابطة أضعف من الأندية، وأضعف من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأضعف من أن تكون قويّة، وأضعف من أن تحمي نفسها ومسابقاتها. وإزاء ذلك، ليس أمام ممثّلي الأندية المتضررة، إلَّا المناداة باجتماع وإسقاط القرار المُنفرد وكل من دعا إليه وسعى إلى تنفيذه.
والمشكلة الدائمة التي نادينا إلى زوالها مرارًا، هي تحويل الهلال إلى “غول” شرس في الداخل بعد خروجه من أي بطولة خارجية سواء كان ذلك الخروج سلبًا أو إيجابًا، وفتح المعابر له لكي يكون مميزًا عن الآخرين، مع سحق كل من يقف في وجهه على الجوانب التنظيمية والفنيّة. وهذا أمر لا بد وأن يتوقف مع إزالة مسبّبات الانتقام والمداواة الداخليّة المُعتادة.
والمشاركة الهلالية الأخيرة في كأس العالم للأندية كانت جيّدة ونتائجها لا بأس بها، بل إن تحالف وزارة الرياضة وهيئة الترفيه تعامل مع نتيجتها النهائية على أنها إنجاز ضخم استحق على إثره الاحتفاء والاحتفال منهما.
ولا أحد لديه موقف من الفرحة الصادرة من الجهتين الحكوميتين، بل إن الأمر قد يتعداها ونقول إن الهلال يستحق، لكن ما لا نفهمه هي وضعية الالتفات إلى الداخل من أطراف زرقاء ونسف كل من كان لديه ردّة فعل مُغايرة لما كان عليه الوضع العام، ووضع الهلال منها في مجال وحيد منفرد.
والأندية تتفاوت من حيث القوّة والتأثير، وفي الأغلب لا يجرؤ أحد على مواجهة المداراة الزرقاء إلَّا من لمست النار أصابعه وأحرقت ثيابه وبات على حال دائم بالمطالبة بالإنصاف ووضع الجميع في خانة المساواة، حتى لا يحترق أحد، ولا تأكل النار أطراف أحد.
والمسألة ليست تحذيرًا بعيدًا، إنّما تحرّك من الشواهد الكثيرة التي اعتاد الأزرق على فعلها في الجانب المحلّي كلّما سقط خارجيًّا. وإلى وقت آخر.