* من أغاني أبو بكر سالم بلفقيه “ما فيه أحد مرتاح”، وعنوان الأغنية هذا من أكثر النتائج التي يتوصَّل إليها الإنسان عندما يفكر في حياته وحياة الناس، فلا أحد يعيش دون المرور بالظروف الصعبة والتحديات، أما الحل الأمثل لنيل أكثر قسط ممكن من الراحة، فهو في قبول الإنسان واقعه أولًا، ثم محاولة تحسينه إذا استطاع، والأمر الأهم ألَّا ينسى إسعاد قلبه في حياته، وألَّا يجعل منها جافة تحت مسمَّيات الجدية والصلابة، فالجدية والصلابة لهما أوقاتهما، مثلما هناك أوقاتٌ للاستمتاع والضحك.
الظرف في الحياة جزءٌ من جمالياتها، والظرفاء الذين تعرَّفت عليهم، تركوا صورهم وحكاياتهم في ذكرياتي، فما زلت أتذكَّر نكاتهم وطريقتهم في إلقائها، وقد أختلف معهم في التفكير والتوجُّهات، لكنني أُعجب بخفة دمهم ونكاتهم التي يؤلفونها حتى على أنفسهم.
خفة الدم فنٌّ قائمٌ بحد ذاته، يمارسه الأذكياء بغض النظر عن مستواهم التعليمي، أو المعيشي.
بالأمس قرأت جزءًا من كتاب “الظرفاء” لمحمود السعدني، رحمه الله، وعجبت من خفة الدم التي اتَّسم بها المازني، وإن كان على نفسه: “وعندما نترك المازني الأديب، نرى المازني الضاحك خير من يقول نكتة، حتى ولو كانت على نفسه، فهو الذي أطلق على نفسه وعلى الأستاذ العقاد رقم 10، فالعقاد طويل، مفرط في الطول كالرقم 1، والمازني قصير مثل الصفر، وحدث مرةً أن هوجم المازني والعقاد وواحد من أسرة النشاشيبي في مدينة القدس، ثم أطلق عليهم مجهول النار، وانطلق هاربًا، وأثناء إطلاق الرصاص، انطرح العقاد أرضًا، وأطلق النشاشيبي ساقيه للريح، وبقي المازني مكانه، وسألوه بعد ذلك عن سر ثباته أمام الرصاص، فأجاب: أنا خفت أجري.. الراجل يشوفني!”.
* في الطفولة حصرت الذكاء بأصحاب المراكز الأولى في المدرسة، لكن عندما كبرت، استنتجت أنه ليس شرطًا أن يكون الأول على الفصل هو الأذكى، فقد يكون الأكثر قدرةً على الحفظ، أو الأكثر اهتمامًا بدروسه، لذا شاهدت أذكياء في الحياة لم يحصلوا على علامات مرتفعة في المدرسة.
الآن أرى في الذكاء تحديات، يواجهها الأذكياء، وهي السيطرة على حياتهم عندما يقودهم الذكاء إلى ما هو عبقري، لكن يصعب تنفيذه، وإلى ما هو مختلف، فيصعب قبوله، وإلى ما يعدُّ مجازفة كبرى، تسمَّى لاحقًا إذا ما فشلت بالحماقة، أو كما يقول نيكولاي ليسكوف: “لا أحد يفعل أكثر الحماقات تهورًا مثل الأشخاص الأذكياء”.
الظرف في الحياة جزءٌ من جمالياتها، والظرفاء الذين تعرَّفت عليهم، تركوا صورهم وحكاياتهم في ذكرياتي، فما زلت أتذكَّر نكاتهم وطريقتهم في إلقائها، وقد أختلف معهم في التفكير والتوجُّهات، لكنني أُعجب بخفة دمهم ونكاتهم التي يؤلفونها حتى على أنفسهم.
خفة الدم فنٌّ قائمٌ بحد ذاته، يمارسه الأذكياء بغض النظر عن مستواهم التعليمي، أو المعيشي.
بالأمس قرأت جزءًا من كتاب “الظرفاء” لمحمود السعدني، رحمه الله، وعجبت من خفة الدم التي اتَّسم بها المازني، وإن كان على نفسه: “وعندما نترك المازني الأديب، نرى المازني الضاحك خير من يقول نكتة، حتى ولو كانت على نفسه، فهو الذي أطلق على نفسه وعلى الأستاذ العقاد رقم 10، فالعقاد طويل، مفرط في الطول كالرقم 1، والمازني قصير مثل الصفر، وحدث مرةً أن هوجم المازني والعقاد وواحد من أسرة النشاشيبي في مدينة القدس، ثم أطلق عليهم مجهول النار، وانطلق هاربًا، وأثناء إطلاق الرصاص، انطرح العقاد أرضًا، وأطلق النشاشيبي ساقيه للريح، وبقي المازني مكانه، وسألوه بعد ذلك عن سر ثباته أمام الرصاص، فأجاب: أنا خفت أجري.. الراجل يشوفني!”.
* في الطفولة حصرت الذكاء بأصحاب المراكز الأولى في المدرسة، لكن عندما كبرت، استنتجت أنه ليس شرطًا أن يكون الأول على الفصل هو الأذكى، فقد يكون الأكثر قدرةً على الحفظ، أو الأكثر اهتمامًا بدروسه، لذا شاهدت أذكياء في الحياة لم يحصلوا على علامات مرتفعة في المدرسة.
الآن أرى في الذكاء تحديات، يواجهها الأذكياء، وهي السيطرة على حياتهم عندما يقودهم الذكاء إلى ما هو عبقري، لكن يصعب تنفيذه، وإلى ما هو مختلف، فيصعب قبوله، وإلى ما يعدُّ مجازفة كبرى، تسمَّى لاحقًا إذا ما فشلت بالحماقة، أو كما يقول نيكولاي ليسكوف: “لا أحد يفعل أكثر الحماقات تهورًا مثل الأشخاص الأذكياء”.