|


نواف العقيّل
تين هاج أعاد الأولد ترافورد لمانشستر يونايتد
2023-02-24
أتذكر جيدًا ذلك الهدف الذي سجله ويلفريد بوني، مهاجم نادي سوانزي سيتي، في الدقيقة 90 على أرضية ملعب الأولد ترافورد في مواجهة مانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2014، والذي أدى إلى خسارة أول لقب بعد رحيل السير أليكس فيرجسون، ولكن ذلك الهدف كان أكثر بكثير من مجرد خروج من بطولة، كان بكل وضوح نهاية هيبة وقوة الأولد ترافورد، التي استمرت لسنوات تحت قيادة السير أليكس فيرجسون، كملعب كان سلاحًا أول في يد مانشستر يونايتد في كل المسابقات.
رحل مويس وفان جال ومورينيو وسولشاير وكان الأولد ترافورد مستباحًا للجميع في إنجلترا وخارج إنجلترا، أصبح الجمهور المتواجد في الأولد ترافورد غير فعال، مرت ليالٍ كثيرة كان مانشستر يونايتد بحاجة لليلة كبرى في الأولد ترافورد ولم تحضر، على سبيل المثال ليلة مواجهة ليفربول 2016 في اليوربالج، أو ليلة مواجهة إشبيلية 2018 في دوري الأبطال، أو ليلة برشلونة في عام 2019 في دوري الأبطال، أو ليلة مواجهة أتلتيكو مدريد 2022 في دوري الأبطال، والعديد من الليالي التي كان مانشستر يونايتد بحاجة إلى الأولد ترافورد، ولكن لا حياة للملعب.
منذ اليوم الأول لتعيين تين هاج، ذكرت بالعديد من التغريدات أو مقاطع الفيديو المسجلة على اليوتيوب أن المهمة الأولى لتين هاج في مانشستر يونايتد هي استعادة الأولد ترافورد، استعادة الملعب الذي كان سلاحًا في يد مانشستر يونايتد، يحسب الزائر العديد من الحسابات قبل اللعب فيه.
نجح تين هاج بهذا الأمر، وهذا ما أشارت إليه النتائج، لعب مانشستر يونايتد 22 مباراة في الأولد ترافورد هذا الموسم، خسر خلالها مرتين فقط، حيث لعب في هذه المباريات أمام ليفربول ومانشستر سيتي وتوتنهام وأرسنال وبرشلونة، والليلة الأخيرة أمام برشلونة كانت هي الليلة المطلوبة التي استعاد من خلالها مانشستر يونايتد الأولد ترافورد تحت قيادة تين هاج.
أشرف تين هاج على إعادة ضبط ثقافية كاملة في مانشستر يونايتد، وأعاد ربط اللاعبين ببعضهم بعضًا ومع الجماهير، وهذا أمر كان أهم بكثير من تحقيق أي بطولة لمانشستر يونايتد، حيث إن الفراغ الذي تركه السير أليكس فيرجسون كان كبيرًا، وتحديدًا بالجانب الثقافي لثقافة وتقاليد مانشستر يونايتد التي أصبحت موجودة في عهد تين هاج، ولم نشاهدها بمن أتى قبله. لذلك نجح تين هاج باستعادة الأولد ترافورد لمانشستر يونايتد بعد سنوات استبيح خلالها الملعب من الصغير قبل الكبير محليًا وأوروبيًا.