قبل أشهر، دار حوار بيني وبين قريبي، ونحن مشتركان في حساب واحد على “يوتيوب”، والاشتراك بـ “يوتيوب” ينجيك من اقتحام الإعلانات المتكررة، ولأننا في حساب واحد، صار من السهل أن نعرف ماذا شاهد الآخر، لأن الفيديوهات المُشاهدة، تظهر لنا، فأصبح يشاهد بعض ما شاهدته، وصرت أشاهد شيئًا مما شاهده.
في الحوار الذي دار، تناقشنا إن كنا نستمتع بما نشاهده، ولم يكن السؤال إن كنا نستفيد منه، لأن أصل الاستفادة ينبع من المعلومات والحقائق الصحيحة والموثقة التي يقدمها اختصاصيون، لا مجرد اجتهادات أشخاص هواة، كثيرٌ منهم يبحث عن عدد المشاهدات، وجني المال.
كانت الاجابة أننا غير مستمتعين قياسًا بالوقت الذي نعطيه للمشاهدة، بل أصبحنا غير سعداء ونحن نشاهد ما نشاهده! وعندما حاولنا تفسير ذلك، توصَّلنا لأسباب عدة، منها أن مشاهداتنا فوضوية، والكثير منها يدور حول موضوعات، يقدمها أشخاصٌ وفق أهوائهم، فلا تُقدَّم بصورة مهنية! وبعضها يُطرح بطريقة إخراج سيئة، أما السبب الرئيس الذي جعلنا نقول إننا غير مستمتعين، أن معظم ما نشاهده مقلقٌ، ويدور عن أخطار متنوعة، حروبٌ تاريخية قبل مئات السنين، سلاسل من البرامج عن الحرب العالمية الأولى والثانية، أخطار الأوبئة واحتمالية اندلاع الحرب العالمية الثالثة، برامج اقتصادية عن انهيار اقتصادات وعملات معينة، برامج تطوير ذات بعيدة عن الواقع وعن اختلاف طباع البشر، مقاطع من لقاءات يعلو فيها الصراخ، قراءة عناوين فيها كلمات مثل بكاء، أو انهيار، أو إحراج! كل هذا جعلنا نخرج بنتائج غير سعيدة، بل وبشعور يسوده القلق أيضًا! واللوم هنا لا يقع على “يوتيوب”، فهو مكتبة كبرى، اللوم يقع علينا نحن الاثنين، لأننا انسقنا خلف مشاهدات غير منسَّقة، أضعنا فيها الوقت لعدم تنظيمنا ما نشاهده، وعدم معرفتنا بما نشاهد.
في الأسابيع الماضية، ودون تخطيط، بدأت أميل إلى مشاهدة البرامج المختصَّة بالطيور، وتأثرت بجمالها وألوانها الأخَّاذة، ووجدت فيها عالمًا كبيرًا عجيبًا، لا يتوقف عن تسبيح الخالق، أما اللقاءات، فانجذبت إلى لقاءات أجراها لاعبو كرة قدم معتزلون، ووجدت فيها متعةً وهدوءًا أكبر، وعندما سألت نفسي عن هذا الاهتمام المتأخر بلقاءات اللاعبين المعتزلين، توصَّلت إلى أن حكايا كرة القدم آمنةٌ ومسالمةٌ وواضحةٌ وغير معقَّدة، وأن متابعة الألعاب الرياضية أمرٌ مفيدٌ لإنسان اليوم، ومن فوائدها أن منافساتها تشكِّل متعةً وتشويقًا في يومنا، وتبعدنا عن إقحام نفسنا فيما لا يعنينا، ويرهقنا، بشرط ألَّا تأخذ كل وقتنا، وألَّا تكون على حساب عائلتنا وعملنا.
في الحوار الذي دار، تناقشنا إن كنا نستمتع بما نشاهده، ولم يكن السؤال إن كنا نستفيد منه، لأن أصل الاستفادة ينبع من المعلومات والحقائق الصحيحة والموثقة التي يقدمها اختصاصيون، لا مجرد اجتهادات أشخاص هواة، كثيرٌ منهم يبحث عن عدد المشاهدات، وجني المال.
كانت الاجابة أننا غير مستمتعين قياسًا بالوقت الذي نعطيه للمشاهدة، بل أصبحنا غير سعداء ونحن نشاهد ما نشاهده! وعندما حاولنا تفسير ذلك، توصَّلنا لأسباب عدة، منها أن مشاهداتنا فوضوية، والكثير منها يدور حول موضوعات، يقدمها أشخاصٌ وفق أهوائهم، فلا تُقدَّم بصورة مهنية! وبعضها يُطرح بطريقة إخراج سيئة، أما السبب الرئيس الذي جعلنا نقول إننا غير مستمتعين، أن معظم ما نشاهده مقلقٌ، ويدور عن أخطار متنوعة، حروبٌ تاريخية قبل مئات السنين، سلاسل من البرامج عن الحرب العالمية الأولى والثانية، أخطار الأوبئة واحتمالية اندلاع الحرب العالمية الثالثة، برامج اقتصادية عن انهيار اقتصادات وعملات معينة، برامج تطوير ذات بعيدة عن الواقع وعن اختلاف طباع البشر، مقاطع من لقاءات يعلو فيها الصراخ، قراءة عناوين فيها كلمات مثل بكاء، أو انهيار، أو إحراج! كل هذا جعلنا نخرج بنتائج غير سعيدة، بل وبشعور يسوده القلق أيضًا! واللوم هنا لا يقع على “يوتيوب”، فهو مكتبة كبرى، اللوم يقع علينا نحن الاثنين، لأننا انسقنا خلف مشاهدات غير منسَّقة، أضعنا فيها الوقت لعدم تنظيمنا ما نشاهده، وعدم معرفتنا بما نشاهد.
في الأسابيع الماضية، ودون تخطيط، بدأت أميل إلى مشاهدة البرامج المختصَّة بالطيور، وتأثرت بجمالها وألوانها الأخَّاذة، ووجدت فيها عالمًا كبيرًا عجيبًا، لا يتوقف عن تسبيح الخالق، أما اللقاءات، فانجذبت إلى لقاءات أجراها لاعبو كرة قدم معتزلون، ووجدت فيها متعةً وهدوءًا أكبر، وعندما سألت نفسي عن هذا الاهتمام المتأخر بلقاءات اللاعبين المعتزلين، توصَّلت إلى أن حكايا كرة القدم آمنةٌ ومسالمةٌ وواضحةٌ وغير معقَّدة، وأن متابعة الألعاب الرياضية أمرٌ مفيدٌ لإنسان اليوم، ومن فوائدها أن منافساتها تشكِّل متعةً وتشويقًا في يومنا، وتبعدنا عن إقحام نفسنا فيما لا يعنينا، ويرهقنا، بشرط ألَّا تأخذ كل وقتنا، وألَّا تكون على حساب عائلتنا وعملنا.