|


تركي السهلي
التورّم الأزرق
2023-02-28
النتائج الواردة من بطولة آسيا للأندية الأبطال تؤكد أنها مسابقة “هزيلة جدًا” على الصعيد الفني ولا رجاء من الاتحاد الآسيوي في جعلها ذات مستوى عالٍ طالما أنّه يأخذها على طريقة التأجيل للحسم لفرق شرق القارة، وتجميع أندية غربها في دولة واحدة للأدوار النهائية. وأنديتنا المشاركة في المنافسة الأخيرة في الدوحة لم تكن ذات باع طويل في اللعب الآسيوي باستثناء الهلال من الفيصلي والشباب. والأزرق لم يكن “خارقًا” حتى يصل إلى النهائي ويتجاوز أندية من الإمارات وإيران وقطر، بل كانت المباريات في مستوى “نُزهة” غير مُرهقة.
والنادي السعودي الحاصل على آخر نسخة من البطولة الآسيوية يتعامل مع مسيرته القارية أو الدولية وفق مبدأ “التضخيم” للنتائج وطلب توفير “الاحتضان التحفيزي”.
والهلال، يتم تعظيمه أكثر من اللازم، وتصدير شخصية ضخمة عنه غير واقعية، وتكبير أي أداء له فوق مستوى التقدير الطبيعي، وكأنّ هناك من اتفق، على أن هذه السياسة، هي الوحيدة التي تجعله يتقدّم أو يصمد أحيانًا.
وأسلوب “التورّم” الأزرق، يشوبه شيء من الخداع بعض الأوقات، حتى يتسلّل إلى تمريره كحقيقة مثل قصّة “السبع نجمات” التي وضعت على قميصه ذات فترة على أنّها نجوم الأبطال بينما هي لبطولات قاريّة متفرّقة. لا أحد في العالم يضع نجمات إلا لبطولة واحدة مثل ريال مدريد في أبطال أوروبا أو ألمانيا في نجوم كأس العالم، لكن الهلال اعتاد على “التحفيز والاحتضان”، والراحة في أن القصّة اختفت، وأحسن من أزالها من القميص الأزرق، وإن عادت، فسيعود الاستغراب، والتعجّب، والضحك ربما.
وللواقع، فإن الأرقام تقول: إن الهلالي يصل النهائي الآسيوي للمرّة الخامسة هذه المرّة من أصل نحو عشرين محاولة، وهو رقم ليس ضخمًا ولا يستحق النجوم، ولا الرسوم، ولا الحفلات الراقصة، حتى وإن ظفر بالمقبلة من أمام الياباني الأخير.
إنّ الفرح بالهلال يجب ألا يتعدّى الهلالي نفسه، كما أن تقييمه لابد أن يكون منطقيًا عادلًا، حتى لا يقع أحد في خانة “الومض الخادع”، وكي لا تصبح اللغة “التبجيلية” هي السائدة على الألسن ذات الألوان المختلفة.
لقد وصل الأزرق لمراتب جيّدة لكنّها “عاديّة”سبقه إليها أكثر من نادٍ في أكثر من بقعة، وهو وإن كرّر الوصول، فلأن الطريق مليء بالجنبات التحفيزية، والأصوات التشجيعية، والأحضان المفتوحة الأذرع، والرؤوس التي وإن طالت فوقها السماء.