استذكر لـ “الرياضية” المؤرخ محمد القدادي تاريخ أهازيج الأندية السعودية، تزامنًا مع بدء هيئة الموسيقى في حصر وجمع أهازيج جميع أندية كرة القدم السعودية بحسب ما كشف عنه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة ومحافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، عبر حسابه الرسمي في “تويتر” أمس.
وأوضح القدادي أن الأهازيج بدأت في المدرجات منذ بدء الرياضة السعودية، وقال القدادي:”في عهد الملك عبد العزيز ومع انطلاقة الحركة الرياضية السعودية، البداية كانت بين جماهير ناديي الاتحاد والأهلي في جدة.
وكانت أكثر من أهازيج، بل قصائد وأشعار مكتوبة تتبادلها الجماهير في المدرجات، وتصف ما قبل المباراة، وأحداثها، وتثير حماس الجماهير بشكل كبير جدًا.
وعقب أعوام قليلة، دخلت جماهير الوحدة في خط المنافسة أمام الاتحاد تحديدًا، وباتت أكثر حدة، وكانت تؤدي للمشاجرات بين الجماهير واللاعبين، وتبلور ذلك في نهائي كأس عبد الله الفيصل الذي انسحب الوحدة منه.
وتسببت الأهازيج والتعليقات والمفاخرة بين الجماهير قبل وأثناء المباراة في الكثير من المشكلات، لدرجة أنها زادت من الاحتقان الجماهيري وتسببت في وقف النشاط الرياضي مرتين، الأولى في عام 1352، والثانية عام 1359 واستمر لفترة طويلة”.
ويضيف القدادي:”كان الأمير عبد الله الفيصل، والأمير خالد الفيصل يتدخلان عندما يرون أن هناك مدرجًا انفلت بأهازيج غير مناسبة، لوقف ذلك والتوجيه بإبعاد المتسبب في إثارة المدرجات”.
ويذكر القدادي أن الأهازيج أخذت طابع الرسمية، بعد تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأكثر عندما ترأس الأمير فيصل بن فهد للرئاسة العامة لرعاية الشباب. وأضاف: “توسعت الأهازيج بعد أن دخلت أندية الرياض المنافسة، وتحديدًا النصر منذ عام 1384، وعودة الهلال للبطولات، أخذت الأمور منحى أكثر حدة، أكثر من التي كانت بين الأهلي والاتحاد، وبعد انزواء الوحدة، تطورت حتى باتت على الشكل الذي نراه اليوم، وبات لبعض الأندية روابط تتكون من آلاف المشجعين”.

يوم.. يجهز التعاون
بيّن محمد القرعاني، رئيس رابطة نادي التعاون، أن تجهيزاتهم للمباراة لا تتجاوز يومًا من أجل ترتيب الأهازيج التي سيتم غناؤها في المباراة وأعلام المشجعين.
وأوضح القرعاني، أن الرابطة ترتكز على الدفوف و4 مكبرات صوت من أجل الهتافات.
وكشف، عن أن عدد أفراد الرابطة في النادي يتكون من 200 فرد يأتون للملعب قبل المباراة بساعتين كحد أدنى لتقديم مساعدات للجماهير، ورفع صوت الرابطة على مختلف أرجاء الملعب.

لجنة تقود رابطة الأهلي
تقود أهازيج النادي الأهلي لجنة فيها عدد من الشعراء والملحنين منذ عام 2010، تعرض عليهم كل ماهو جديد في هتافات النادي الجداوي، لأخذ موافقتهم في إطلاقها، حسبما كشف لـ “الرياضية” بدر تركستاني مدير إدارة رابطة المشجعين بالنادي الأهلي.
وأوضح تركستاني قائلًا: “في الأهلي جميع أهازيجنا موثقة حيث أصدرنا ستة ألبومات حوت على أهازيج الأهلي، وجميعها موثقة لدى وزارة الثقافة والإعلام، و كذلك نشيد النادي الأهلي تم توثيقه لدى وزارة الثقافة والإعلام ووزارة الرياضة”.
وأوضح تركستاني، أن أهزوجة “للأهلي جينا” والتي تعد الأهزوجة الأشهر للفريق يتفاعل معها المدرج بشكل مثالي.

القوة الزرقاء.. 10 آلاف عضو
أوضحت لـ “الرياضية” مصادر خاصة في نادي الهلال أن عدد أفراد القوة الزرقاء المختصصة في دعم الأزرق على مختلف الألعاب بلغ 10 آلاف مشجع بحسب التسجيل الرسمي.
وعد المصدر ذاته أن أهزوجتي “العب يا هلال جمهورك وراك” و”رجال في الملعب وعينك تشوف” هي الأبرز التي ترددها الرابطة وتتفاعل معها الجماهير لتحفيز اللاعبين من أجل تحقيق الفوز.
وأضاف، أن تاريخ هذه الهتافات يأتي مع بداية القوة الزرقاء التي أنشأها فهد بن نافل رئيس النادي موسم 2019 تزامنًا مع المنافسات الآسيوية التي خاضها النادي العاصمي وحقق على إثرها بطولة دوري كأس آسيا 2019. وأبانت المصادر أن كلمات هذه الأهازيج من تأليف محمد العفيفي قائد القوة الزرقاء في نادي الهلال.

«لن تسير وحدك».. ظهرت في الستينيات
اشتهر مشجعو فريق ليفربول الإنجليزي الأول لكرة القدم بأهزوجة “لن تمشي وحدك” التي يطلقونها في كل مباريات فريقهم.
والأهزوجة في الأصل هي من كلمات رودجرز وهامرشتاين لمسرحيتهما الغنائية “دوامة خيل” في 1945 وغناها الأمريكي المعروف فرانك سيناترا وآخرون.
وأول من بدأ بإطلاق كلمات الأغاني في الملاعب هم مشجعو ليفربول في ستينيات القرن الماضي، إذ كانوا يرددون قبل كل مباراة أحدث عشرة أغانٍ في قائمة الأفضل ومنها أغنيات البوب، خاصة وأن ملعب أنفيلد كان من أوائل الملاعب البريطانية التي لديها منسق موسيقى خاص بها.
وقبل انطلاق مباراة ليفربول على ملعبه أمام وست بروميتش في 19 أكتوبر 1963، وهو التاريخ الأقرب للدقة، ردد المشجعون كلمات أغنية “لن تسير وحدك” للمرة الأولى والتي غناها جيري مارسدن من فرقة جيري آند ذا بيسميكرز البريطانية، المنحدرة من ليفربول.
واستمرت الأغنية 4 أسابيع في المركز الأول، و10 أسابيع أخرى ضمن المراكز العشرة الأولى لكن المشجعون استمروا في ترديدها حتى بعد خروجها من قائمة الأكثر استماعًا.
وفي عام 1965، ردد مشجعو ليفربول كلمات الأغنية في ملعب ويمبلي بعد فوزهم في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على ليدز، حيث وصفها المعلق التلفزيوني كينيث ولستنهولمي بأنها “نغمة ليفربول المميزة”.