|


رياض المسلم
12 دقيقة.. تعرّي الإعلام الرياضي
2023-03-04
فوضى عارمة عجَّت بها وسائل التواصل الاجتماعي، بعد احتساب حكم مباراة النصر والباطن 12 دقيقة وقتًا إضافيًّا، في المباراة المدرجة ضمن منافسات دوري روشن، وكان التمديد كفيلًا بأن يخطف الأصفر النقاط الثلاث، وحرّك العاصفة “الخانقة” بعض الزملاء الصحافيين والنقاد طبعًا من كبارهم ممن يصدرون مقولة “عدالة المنافسة” وهم من يكيل بمكيالين في نقدهم وظهورهم “المخجل”.
لست من أنصار النصر، ولست عاشقًا للباطن، ولكنّي محب لدورينا الذي صُرفت عليه مبالغ طائلة ليكون من العشرة الأوائل عالميًّا، وهو ما تحقق بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة للقطاع الرياضي، وترجمته وزارة الرياضة واقعًا.
استمتعت بما شاهدت في المباراة والتنافسية القوية بين متصدر الترتيب ومتذيله، والتي كانت في سنوات مضت محسومة بالخمسة والستة أهداف، ولكن أضحينا نشاهد مباريات لا تعرف مصيرها بغض النظر عن مكانة الأندية، وهو ما يذكرنا بالدوري الإنجليزي في سنوات عدة عندما كانت الأندية المتوسطة والصغيرة تتحكم ببوصلة اللقب كما فعل تركي الضبعان رئيس نادي الطائي مع الاتحاد والهلال الموسم الماضي.
شاهدت مباراة النصر والباطن بتمعن مجرد من الميول، وكانت مثيرة بكل تفاصيلها وخاصة الـ12 دقيقة الإضافية وتليق بسمعة دوري يلعب فيه أحد أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخها كريستيانو رونالدو.
لزملاء المهنة ممن تصدروا المشهد، وصدّروا مقولات بأن الدوري مسخّر للنصر أو محيّد عن الاتحاد أو أيادٍ خفية ستجلبه للهلال، أنتم مخطئون فيما تظنون وتعتقدون، ومن المعيب أن ترسخوا هذا الفكر لضحاياكم في وسائل التواصل، فأنتم لا تعرفون معنى العدالة في حكمكم حتى تنشدوها في الملعب.. وليس من المنطق قبول حُكم “متطرف” على عمل “عاقل”.
كرة القدم تطورت، وأنظمتها تُحدَّث باستمرار للحد من الأخطاء البشرية وقرار تطبيق دقائق اللعب الفعلية في دورينا أوضحت لجنة التحكيم في اتحاد القدم مسبقًا أنه يأتي لزيادة وقت اللعب الفعال حتى 60 دقيقة بدلًا من 50، مبينةً أن احتساب الوقت بدل الضائع يأتي في ست حالات، وهي الهدف والاحتفال به، وركلة الجزاء، والإصابات، وإضاعة الوقت، والاعتراضات بين اللاعبين، ومراجعات حكم الفيديو.
المنتقدون للوقت الإضافي سيأتي يوم ويستفيد ناديهم منه فماذا سيقولون حينها؟ وهل سيرددون “عدالة المنافسة” أم يكتفون بالصمت؟..
الناقد وظيفته أن ينتقد، ولكن إن كان يكذب فمن الأولى تسميته “كاذب”.. لذا لمن يسير على هذا النهج ممن فرغت عقولهم.. احترموا عقولنا.