أحمد الحامد⁩
أغنية وبودكاست
2023-03-06
- صحيح أن هناك حركة نشطة جدًا في البودكاست المرئي، لكن المشهد يقول كأن الكل يقلد الكل، والكل قلدوا من نجح أولًا في البودكاست المرئي، دون تغيير وتطوير ملحوظ، وهذا لن يصنع الفارق والأثر لهم، والمسألة تبدو سهلة، كاميرتان وضيف وحوار مفتوح، ثم بث الحوار على اليوتيوب، ولو عملنا دراسة للبرامج التي تم تسجيلها في المدة الماضية لتفرد البودكاست المرئي، وكأن كل ما تستطيع الكاميرا تصويره هو الحوار المصوّر.
لو تمهّل الذين قلدوا من سبقوهم لوجدوا مساحات مهمة فارغة لم يستغلها أحد إلى الآن. المملكة تحديدًا أرض غنيّة بالقصص والحكايات التي بالإمكان تحويلها إلى حلقات شيّقة، ومحتوى جديد لم يسبق التطرق له. في أماكن كثيرة من العالم هناك من نجحت قنواتهم نجاحًا كبيرًا، نصفهم صوروا برامجهم بكاميرا جوالاتهم، كانوا يأخذون المشاهد إلى جولات في الأسواق الشعبية، وهناك من تخصص في المطاعم وحكايات تأسيسها من أصحابها، وهناك من يصنع محتوى من عالم الخيول، وهناك من يقدم سلسلة حلقات من عالم الديكور. وهناك من يقدم برامج عن الطيور، وهناك من يقدم في كل حلقة حكاية مختلفة، مثل تصوير شخص متخصص بصناعة يدوية، أو شخص مهتم بالزراعة المنزلية. لا يوجد أكثر من الأفكار، ولا الحكايات التي تنتظر من يقدمها للجمهور، وعلى من يريد تقديم المحتوى المختلف أن يفكر أولًا بطريقة مختلفة عما هو مكرر.
- في مشوار بالسيارة، استرجعت مع أحد الأصدقاء مستوى التسجيل الموسيقى في الأغاني المصرية، فوجدنا أن ما نسيّه المستمع من أغان وجمل موسيقية هو ما تم تسجيله على أورج وإيقاعات كهربائية، تحديدًا في الثمانينات والتسعينات، بينما ما تم عزفه بفرقة موسيقية متكاملة بقي في الذاكرة وما زال يُستمع له. الملاحظة تثبت أن لا مجال للمراهنة على المستوى الضعيف تحت مسميات تجديد أو تحديث، فالتجديد والتحديث يجب أن يكونا على مستوى عال من التنفيذ، لا يمكن أن تلغي أساسيات وتظن أن غيابها لن يؤثر، ولو كان غياب الأساسيات لن يؤثر لما تمسك بها من لم يتنازلوا عنها. أساسيات الإتقان ليست فقط بالفن، بل في الصناعات والإعلام والأدب وكل المجالات.
- تغريدة لهاشم الجحدلي (من أعظم عبارات المواساة التي قرأتها في حياتي.. تقول: عندما لا تستطيع فعل أشياء عظيمة، كن رائعًا عندما تفعل الأشياء البسيطة).