|


تركي السهلي
أصوات قديمة
2023-03-07
يمكن القول إنّه ومع وصول كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي، ارتفعت لدى ممّن يمتهنون التعليق على الأحداث الرياضية، حالة التضليل، والتسطيح، ورفض الواقع، وتسويق السذاجة، دون أن يكون هناك ما يبرّر ذلك، سوى أن الضيق وصل إلى درجة حرجة مع حالة الاتساع التي عليها رياضة البلاد، ونمو المشروع على نحوٍ لم يكن في حساباتهم.
وفي المباراة الأخيرة للنصر مع الباطن، ووصول الوقت الفعلي إلى ما بعد التسعين دقيقة باثنتي عشرة أخرى، وصل الطرح إلى مستوى بعيد عن الحقيقة، وغير قريب من اعتماد “فيفا” للزمن الفعلي للعب الذي صدر مع بطولة كأس العالم للمنتخبات الفائتة في قطر 2022.
ومع كُل المناخ الإعلامي المفتوح إلى درجة كبيرة في التعاطي مع المجال الرياضي، ومسابقات كُرة القدم خصوصًا، إلاّ أن الجنوح إلى الكلام غير الدقيق وجرّ الجماهير إلى تبنّي ذلك، أصبح سمة نتمنى زوالها والاستفادة من الراحة في التعبير.
إن ما يمارسه بعض الإعلام الاتحادي ومعه بعض من الهلالي، انحدار سحيق في عدم فهم المُعطى، وترويج كبير للمغالطات، وتقديم أفكار غير ناضجة ولا مسؤولة، حول اللعبة وأنظمتها واللجان المعنية بتطبيقها. لقد كثُر الحديث عن أمور غير واقعية، وملئ الفضاء بأشياء تُخالف القانون، ومنع العقول التابعة من الحريّة في التفكير. وهي أفعال ليس هذا وقتها، لأن العطاء يشمل الجميع، وسيكون هناك أكثر من رونالدو، لكن الأصوات القديمة تأبى أن تتطوّر.
لقد تمسّكت لجنة التحكيم بقانون اللعب الفعلي وكيفية حسابه، وأبانت حدود ردود أفعال اللاعبين، واستعانت بالخبرات العالمية، ورفعت من مستوى المنافسة، وحمت الأنظمة، وأعطت الدوري قيمته، ومشاهدات المباريات السعودية في قارات العالم الآن، لكن هناك نفر لا يريد أن يكون في المستوى الأرفع، ويفضّل البقاء في دائرة تصدير الوهم، ورواج الخدعة، للتكسّب من وراء ذلك بزيادة متابعين أو لفت الأنظار للعودة للظهور.
إنّنا لسنا مرتاحين من صدور الخداع، وفي الوقت ذاته، معنيون تمامًا بمحاربته، واقتلاعه من جذوره، وترك أرضنا نظيفة سليمة بلا نباتات سامّة.
إنّ النصر، وفي هذه الأيّام، هو الطريق الجديد، بالنسبة إلى المختبئين في الممرّات، كي يجعلوا من العابر في حال شك، مع أصوات منهم غير قويّة، لكنّها ذات نبرة مُزعجة قد تسبّب الاختلال لبعض الوقت. ومع ذوي العقول لا ضياع من نور، ولا خوف من نبرات جوفاء.
سيعود كُل شيء إلى وضعه الطبيعي، وتستقيم الأمور، وحينها لا مكان لِمُضلّل ولا تضليل.