|


فهد الروقي
(بطل الدوري)
2023-03-10
عادة يمثل بطل الدوري الأفضلية شبه المطلقة على كافة الأصعدة والمستويات ويكون بمثابة (نموذج نجاح) يمكن بالمحاكاة والتقليد أن تحذو الفرق المنافسة حذوه وتحقق ما حقق والأمثلة على ذلك كثيرة وتختلف درجات التميز باختلاف مستويات المنافسة والمنافسين فالريال في إسبانيا والبايرن في ألمانيا واليوفي في إيطاليا والأهلي القاهري والهلال محليًا نماذج مشرقة ثابتة طوال التاريخ.
في هذا الموسم تصدّر النصر إلى مساء أمس الأول بعد أن خطف منه الاتحاد الصدارة بكل استحقاق ولو استمر الاتحاد فيها وحقق اللقب فإنه يقدم مثالًا مميزًا للبطل المتوّج فالأخطاء الإدارية قليلة والفريق ثابت المستوى ذو شخصية واضحة وعطاء ثابت على عكس لو عاد النصر للصدارة وحقق اللقب.
الأصفر البرّاق احتاج للمنافسة على اللقب إيقاف سابقيه في الموسم الماضي ومن يتفوّق عليه تاريخيًا عن التسجيل لفترة وفترتين ووجدها فرصة سانحة في الصيفية للتعاقد مع لاعبين أجانب ومحليين بعضهم لن يستطيع التوقيع معهم لو كان منافساه يستطيعان التسجيل ثم دعم بلاعب ملياري صنع حضوره أجواء مثالية محفزة للنادي وجماهيره.
ومع ذلك لم يثبت على مستوى واحد ولم يظهر بثوب البطل صاحب الشخصية القوية والهيبة المطلقة فأصبح بالكاد يستطيع الفوز حتى مع متذيلي الترتيب ونجح في حصد كل النقاط المتاحة مع الصافرة المحلية في حين كانت كل النقاط المهدرة بصافرة أجنبية من حكام النخبة في العالم حتى إن أغلب نقاطه جاءت بمجهودات فردية من بعض اللاعبين وليس بعمل فني منظم ومتقن.
وعلى المستوى الإداري حدث ولا حرج من الأخطاء وعدم الثبات ولعل في (ركض) الرئيس بعد إصابة (أوسبينا) والتعاقد بشكل مستعجل مع حارس شبه عاطل دليلًا على العمل غير المنظم وفي التحركات الأخيرة من (الميركاتو الشتوي) وما خلفته من فشل كبير ومن خلق فجوة بين اللاعبين الذين تمت مفاوضتهم لإلغاء عقودهم وبالتالي نزع الثقة منهم.
ولعل قاصمة الظهر في السماح لنجم الفريق قبل وصول (الدون) تاليسكا بالسفر إلى بلاده أثناء سريان الموسم بحجة العلاج رغم أن الإصابة من الإصابات الشائعة وليست بالصعبة ولمدة تتجاوز الشهر وهو الذي تظهر وسائل الإعلام بأنه يقضي هذه الفترة في إحياء الحفلات الفنية وفي الظهور بالبرامج التلفزيونية.
لم أتطرق إلى نموذج الهلال الذي لم يظهر حتى الآن نيته في العودة للمنافسة ولو عاد ستتغير كل المعطيات.
(سوط أخير)
لا تحمَدَنَّ امرءًا حتى تُجرِّبَه
‏ولا تَذُمَّنَّه مِن غيرِ تجريبِ
‏إنّ الرجالَ صناديقٌ مُقَفَّلةٌ
‏وما مفاتيحُها غيرَ التجاريبِ