|


الشاعر الإماراتي يكشف تفاصيل بداياته وبرامج التصويت

الشقصي: التشبع أخفى الأمسيات

حوار: هاني السليس 2023.03.12 | 11:37 pm

يعد الشاعر جمال الشقصي من أهم الأسماء الشعرية في دولة الإمارات، وسجَّل نجاحات كثيرة أهمها مشاركته في مهرجان الشارقة للشعر الشعبي.
وأوضح لـ “الرياضية” الشقصي أن السوشال ميديا وراء عزوف الشعراء عن تنظيم الأمسيات الشعرية، مشيرًا إلى أن تشبع الجمهور من القصيد حال دون تفعيلها على المستوى الخليجي بأكمله.
01
متى بدأت مشوارك مع الشعر وهل تذكر أول قصيدة كتبتها؟
البداية قديمة منذ الطفولة، وذاكرتي لم تعد تحمل الكثير من ملامح البداية، وأذكر مقطعًا من أول نص نُشر لي في الصحافة الورقية أقول فيه:
عِدّي معي لِتْهابة الورد يا نوف
لين السوالف تستعيذ المعاذير
02
تُعدُّ أحد الأسماء المميزة في ساحة الشعر.. برأيك لماذا غابت الأمسيات الشعرية؟
في اعتقادي أن الأمسية الشعرية هي محطة مُسمّاةٌ يُراد بها تكريم الشاعر بعد مسيرة من العطاء والاشتغال الجاد على القصيدة والتجربة، ومن منصة الأمسية يبعث الشاعر بشذرات إبداعية يُفترض أنها تمثل إشعاعًا يستضيء به الجمهور المستمع، ويشعل بالقصيدة سراجًا ينشر الضوء على مكامن العتمة، وأتوقع أن غيابها في الوقت الراهن بسبب التشبع من الشعر.
03
هل السوشال ميديا ساهمت في ابتعاد الشعراء عن الأمسيات الشعرية؟
نعم، في رأيي أن منصات التواصل الاجتماعي تمثل جانبًا من مسببات العزوف، ناهيك عن أن غياب النشر الورقي شبه التام غيّب معه الناقد والرقيب، وأصبح كل شعرٍ مقفى ومنظوم قابل للانتشار بضغطة زرّ، وما عادت ذائقة النُّخَب من لها حقّ التمييز، مقابل السواد الأعظم الذي يحمل ذائقة هشّة لا تميز بين الغث والسمين كما نرى.
04
هل تؤيد المشاركة في البرامج الشعرية المعتمدة على التصويت؟
أؤيد كل شكلٍ من أشكال الطرح ما دام فيه ترجيح لكفة الإبداع بصرف النظر عن آليته وديناميكيته، شريطة ألا تتسيّد عملية التصويت مسألة الفصل بين هذا وذاك. فالشعر فنّ جمعيّ، ولكنه في الوقت نفسه يُمايز بين الناظم والمبدع بقدر العمل الجاد على مكونات القصيدة في بنيتها وتراكيبها، ونحن ولله الحمد في ظلّ قيادات حكيمة تبذل الغالي والنفيس في خدمة الأدب والثقافة.
05
هنالك العديد من البرامج الخاصة بالشعر.. كيف تراها؟
المسابقات الشعرية قد ترفع من قدرتك كمتسابق أكثر من القيمة الفنية المضافة على المستوى الإبداعي للشاعر، فكل متسابق يقطع شوطًا واحدًا ومسمى، وعند خط النهاية قد يكافأ، وقد يخرج خالي الوفاض، وذلك وفقًا لمعايير شعرية وغير شعرية تعتمد على حسن اختيار الشاعر المتسابق لنصوصه بالدرجة الأولى، فقد يقطع خط النهاية شاعر ذو شهرة وصيت، وقد يتفوق عليه شاعر موهوب وطموح، ولكن يجب أن يكون خط نهاية هذا السباق مجرد محطة لقادمٍ أفضل، لا أن يصبح خط النهاية الشعرية ومفصلة الطموح.
06
شاعر ترى أن الإعلام لم ينصفه؟
كثر هم الشعراء الذين لم يغمرهم النور، تتعدد الأسماء ولكني لا أخص اسمًا بعينه.
07
هل أنت مع رأي يذهب إلى تفوق الرجل على المرأة في الشعر؟
لا شَكّ أن ثمة أسماء نسائية نرفع لها القبعة، المطلوب منا حسن تقديم هذه التجارب على أساس فرادتها الشعرية لا أن نقدمها وفق ألوان الوجه والعطور الثمينة التي ينفح أريجها على الديباج.
08
ما تقييمك للساحة الشعرية في الوقت الراهن؟
حقيقة.. أنا رجل أحمل شعورًا بالتفاؤل تجاه كل نواحي الحياة، والشعر يمثل مساحة كبرى في حياتي، وأجدني متفائل بوجود منابت معشبة بالشعر الحقيقي في ظل الدعم اللامحدود الذي توفره حكوماتنا الرشيدة في الخليج ـ حفظها الله ـ لدعم الأدب والثقافة. سوف نجني أطيب الثمار لتجارب مورقة مثلما أنبتت لنا حقبة الثمانينيات والتسعينيات أجود الشعر الذي تربينا على نتاجه ومدارسه وجامعاته، ذاك الشعر الذي تأسس أهله على العبقرية والتفرد والابتكار.