|


عيد الثقيل
عقدة الهلال والنصر
2023-03-16
يقول لي صديقٌ نصراوي إنه يتمنى مواجهة الهلال في نهائي كأس الملك بدلًا من الاتحاد، هذا إذا افترضنا بالطبع تجاوز النصر فريق الوحدة.
دُهشت من إجابته، وكنت أراها تقليلًا متعمَّدًا من الصديق النصراوي لفريق الهلال، ومحاولة إسقاط لا أكثر، لكن مع الأسف، لم أفهم ما يقصده من أول مرة حتى استرسل وقال: “هذا ليس تقليلًا من الهلال، ولست واثقًا من تحقيق الكأس لو واجهناه في النهائي، لكنه على الأقل يمنحنا أملًا في ذلك أكثر من مواجهة الاتحاد”. حينها فهمت ما يقصده.
هل وصل الحال بالمشجع النصراوي إلى هذه الدرجة بأن يتمنَّى مواجهة خصمه التاريخي، وبطل الدوري ثلاث مرات، ووصيف بطل العالم، والمتأهل إلى نهائي كأس القارة على مواجهة الاتحاد؟! يجب علينا، بناءً على ما تقدم، أن نرى مفعول الانتصارات المتتالية، والسطوة على الخصوم، وماذا تفعل بهم.
يقول بعضهم: إن مَن يقول إن الاتحاد أصبح عقدةً للنصر، يقلِّل من “العميد” من حيث لا يدري، وهنا بالتأكيد لا أحد يصف الاتحاد بالعقدة، بل الاتحاد مَن يملك العقدة التي بدأت تطوِّق عنق النصراويين على كافة فئاتهم، وتزيد مع كل انتصار حتى أصبح حال المشجع النصراوي مثل حال صديقي.
الحالة النفسية العامة تلعب دورًا كبيرًا في المشهد الرياضي، وقد تكون سببًا في الإخفاقات والانتصارات، وعاملًا مهمًّا، يوازي العامل الفني داخل الملعب وأكثر. هو فوزٌ واحدٌ قد يغيِّر المشهد كاملًا، ويطوي صفحةً، ويمحي كل الآثار من داخل النفوس. فوزٌ نصراوي واحدٌ في نهائي مثل نهائي كأس خادم الحرمين، وتسقط العقدة من يد الاتحاديين. لست أقلل هنا من النصر ولا من الاتحاد، لكنها حقيقة كرة القدم، والحقيقة الإنسانية الفطرية، مهما كانت درجة تعليمك، ومهما كنت محترفًا في عملك.
نتذكَّر الهلال، 19 عامًا وهو يحاول مع البطولة الآسيوية لكن دون جدوى، ويسقط كلما اقترب منها، حتى إنه خسر نهائيين عامي 2014 و2017، وهو الأفضل قبل المباراة وأثناء المباراة من خصومه، في الوقت الذي كان فيه يرفع الذهب محليًّا أكثر من مرة كل عام، فماذا حدث بعد ذلك، فوزٌ واحدٌ في نهائي 2019 للهلال حتى أصبحت الآسيوية البطولة الأسهل للهلاليين، وحققوها ثانيةً، وهاهم يقتربون منها ثالثةً. دوري آسيا ليس دوريًّا سهلًا، وإنما كان عقدةً للهلاليين وانحلَّت، وإلا لماذا لم نرَ غير الهلال، ولماذا يسقط الشباب أمام الدحيل، من ثم يضربه الأزرق بسبعة أهداف، ويصل إلى النهائي، ولماذا لم تصل فرق سعودية أخرى إلى النهائي القاري؟!