|


عوض الرقعان
الأهلي ورمضان
2023-03-22
منذ أن عرفت النادي الأهلي منذ أكثر من خمسين عامًا وفريق كرة القدم بالتحديد لم أشاهده يعيش مثل هذه المرحلة من الإحباط والدوامة، ومنذ مغادرة الأمير خالد بن عبد الله وتسديده لمتأخرات اللاعبين والوضع في تدهور.
وبصراحة يذكرني وضع الفريق برواية أو فيلم رمضان فوق بركان، الذي جسد الفنان عادل إمام شخصية الموظف الغلبان الذي يحلم بالزواج من خطيبته إلهام شاهين، ولكنه يصارع الظروف المادية كموظف بسيط يعمل في قسم الرواتب ويخشى حماته الفنانة نعيمة الصغير، رحمها الله، والمتسلطة عليه وهو الذي يسعى ليل نهار من أجل رضاها عنه ويظفر بالعروسة، ولكنه دائمًا يفشل في ذلك الرضا.
إلى أن وصل به الأمر لاختلاس رواتب الموظفين في الدائرة التي يعمل بها، ولعل سبب هذه المغامرة كونه يعلم العقوبة التي سوف تطاله، إذ يسجن لمدة 15 عامًا، وهي معقولة في وجهة نظره ليخرج ويظفر بالجميلة، وهذا ما لم يحققه لو جلس في الوظيفة وعلى الراتب الحوافز الشهرية ولمدة خمسين عامًا.
ولكن المحزن والمضحك في هذه الجريمة الكبيرة، التي يعترف بها بل ويتباها بها أمام المحكمة بأنه يترافق مع تنفيذ عملية الاختلاس هذه قيام إحدى العصابات بتبديل الحقيبة التي ينقلها رمضان والمليئة بالأموال بحقيبة أخرى تحتوي على (تمر العجوة)، وبالتالي لم يحصل على ما فعله المال أو السنيورة.
ولعل واقع إدارة الأخ وليد معاذ تعيش الدور ذاته، فمطالب الفريق كبيرة وهو الذي يتبقى له أربع مباريات يتغلب فيها ليصعد إلى الدوري الممتاز، وعملت المستحيل لكي تظفر بلاعبين محليين، وتسعى كذلك لاستقطاب لاعبين أجانب للموسم القادم بل وتخطط لذلك، وفي ظل هذا الحلم فجأة يظهر أمامه قرار منع التسجيل للاعبين في الفترات القادمة، بسبب مستحقات لاعبين سابقين فاشلين، وضاع الجمهور والإعلام في مكمن الخطأ هل هو من النادي أو من الاتحاد السعودي لكرة القدم في عدم التفاعل مع مطالبات اللاعبين المغادرين وسداد حقوقهم في حينها قبل إصدار هذا القرار، والمشكلة أن الكل عاجز عن الإجابة عن السؤال. المهم هل الأهلي يستطيع أن يلعب من جاء بهم محليًّا، وكذلك التعاقد مع آخرين أجانب استعدادًا للموسم القادم، وإن كانت ثمة اجتهادات من عدة محامين قائلين إن الفيفا يتفاعل بشكل أفضل مع الأندية المدعومة حكوميًّا، كون العاملون فيها غير متخصصين، وربما كان الإهمال من غير قصد، وأخشى كل ما أخشاه أن يأخذ الأهلي تمرة العجوة مثل عادل إمام في شهر رمضان، وكل عام والجميع بخير.