|


محمد المسحل
رمضان كريم
2023-03-25
كل عام والقيادة السعودية والشعب السعودي الكريم والأمَّتَان العربية والإسلامية بخير، وأسأل الله أن يكتب لنا في شهره الفضيل خيرَي الدنيا والآخرة، وأن يغفر لنا جميعًا ما تقدَّم من ذنب وما تأخَّر.
نحن في هذه البلاد المباركة توارثنا جيلًا بعد جيل ثقافةً خاصةً، نتعامل من خلالها مع شهر رمضان المبارك، لا سيما مظاهر الطاعات التي تتجلَّى في الصغير قبل الكبير، وفي الغني قبل الفقير، وفي جميع شرائح المجتمع، فينكبُّ الغالبية على المساجد لقراءة القرآن، وأداء الفروض والنوافل كما لم يفعلوا في بقية أيام العام، وتزدهر الصدقات وأعمال الخير الجليّة والخفيّة، وتكاد تختفي كثيرٌ من المظاهر السلبية في المجتمع بشكل ذاتي من الفرد، وبلا ضغوط ولا توجيهات، فذلك أمرٌ مزروعٌ في أنفس أجيال تأسَّست على عقيدة قوية.
لذلك، حريٌّ بنا نحن أبناء هذا البلد من الرياضيين، أن نعكس هذه الثقافة النقية والراقية على وسطنا الرياضي، داخل الملاعب وخارجها، وفي أروقة الأندية، بل ويجب علينا أن نقابل الثقافات الأخرى، التي نرى أثرها السلبي وقد بدأ بالظهور على بعض أبنائنا من الرياضيين شكلًا ومضمونًا، بثقافتنا الإسلامية والعربية التي تنأى بنا عن التصرُّفات والألفاظ السيئة، وتحثنا على كريم الخُلق، وحُسن التعامل، وأن نتعامل مع الرياضة بوصفها منافسةً شريفةً، تبدأ وتنتهي والجميع إخوةٌ وزملاءٌ متحابون، يحترم كلٌّ منهم الآخر.
للجمهور المتابع لنا حقٌّ، ولأهلنا ولوالدينا حقٌّ، ولكل مَن يتنافس معنا ويتعامل معنا حقٌّ بأن يرى فينا انعكاسًا أخلاقيًّا عاليًّا خلال منافساتنا الرياضية وتصريحاتنا الإعلامية، بل وفي تصرفاتنا وأشكالنا وألفاظنا أيضًا، وهذا حقٌّ، يفرضه علينا حقُّ الدين والعادات، وحقُّ الوطن علينا بوصفنا سعوديين.
الأجانب الذين يتوافدون إلينا من لاعبين ومدربين وإعلاميين ومسؤولين، يلاحظون فينا كثيرًا من التصرُّفات التي يسجِّلونها في ذاكرتهم، وبناءً على ما قرأه كثيرٌ منهم عن تاريخنا المشرِّف بوصفنا مسلمين وعربًا، يتوقَّعون منَّا كثيرًا من التصرُّفات المشرِّفة من صدق، واحترام للمواعيد، واحترام شخصي، وكرم، ونظافة شخصية وأخلاقية، وغيرها من إيجابيات، رزقنا إياها الله، والحمد لله، لذا وجب علينا تذكُّر ذلك عند تعاملنا مع بعضنا بعضًا، أو مع هؤلاء الوافدين.
في خضم الظروف العالمية الحالية، نحن في أمسِّ الحاجة إلى تمرير رسائل صحيحة عن مجتمعنا، وأن نسهم في جهود دولتنا الفتية بدحض الأكاذيب التي تُبث عن بلادنا وثقافتنا الإسلامية والعربية، وهذا لا ولن يتحقق إلا بحُسن الخلق، والتعامل مع الجميع كما يمليه علينا ديننا العظيم وثقافتنا العربية الأصيلة، التي هي الأصل فينا نحن السعوديين منذ تأسيس مملكتنا الغالية.