الغمزة الشهيرة لحكم مباراة النصر وأبها التي شاهدها الملايين حولت “الشك” في تلك الليلة إلى “يقين” بأن ركلة الجزاء غير المحتسبة من الحكم “أبو غمزة” إلى ركلة جزاء صحيحة وبنسبة 100%، حيث كان من الممكن أن تفهم من منظور قرار تقديري للحكم سواء باحتسابها ركلة جزاء أو لا، وبالتالي لن يجد من يوجه اللوم له أو إساءة الظن فيه، إلا أن تلك الغمزة التي صدرت بالصورة التي شاهدها الجميع أعطت انطباعًا “مخالفًا” وثبتت عند الجمهور المشاهد أن فريق أبها تعرض لظلم واضح وفادح من الحكم أبو غمزة، وأنه بهذا التغاضي ساهم بشكل وآخر في نصر غير مستحق لفريق النصر.
الغريب أن خبراء التحكيم بالبرامج الرياضية الذين اتفقوا أو اختلفوا حول صحة قرار الحكم لم ينتبهوا إلى تلك الغمزة التي غمز بها للاعب نادي النصر والنجم العالمي رونالدو، حتى مقدمي تلك البرامج والمعروف أنهم يحبون “الإثارة” الإعلامية من منطلق له علاقة بمشاهد يجب التفاعل مع كل ما قد يخطر في رأسه من أسئلة واستفسارات لم يتطرقوا لها بشكل نهائي، إذ تجاهلوا غمزة كانت تستحق الاهتمام منهم لمعرفة آراء الخبراء إن كانت طبيعية وغير مؤثرة على القرار الذي اتخذ، أم أن الحكم كشف عبر تجاوبه مع “الدون” وكأنه يقول له: “لا تعصب ولا تخف لن أحسبها ركلة جزاء”، والذي عزز هذا الشعور أن الحكم لم يذهب بنفسه لمشاهدة الحالة عن طريق ما يصله من غرفة الفار، بينما فعل قبل احتسابه ركلة جزاء مشكوك في صحتها لمصلحة نادي النصر.
بعد مشاهدتي لبرنامج “في المرمى” واستماعي لما قاله رئيس لجنة الحكام مانويل نافارو، ورأيه حول ضربة الجزاء التي احتسبها حكم مباراة الفتح والاتحاد وترديده لعبارة (هنا في السعودية) أربع مرات بأن مثل هذه الحالة في السعودية لا تحتسب بينما في دول أخرى يحسبها الحكام، تمنيت من مقدم البرنامج الزميل بتال القوس توجيه سؤال لضيفه الكريم حول هوية تلك الغمزة التي أطلقها حكم مباراة النصر وأبها، إن كانت هي الأخرى مسموح بها هنا في السعودية بينما في أوروبا ودول أخرى ممنوعة منعًا باتًا بالصورة التي ظهر بها الحكم مع كريستيانو و”غمزة” قد تؤدي إلى معاقبته أو حرمانه من ممارسة هذه المهنة مدى الحياة، حيث أنني لا أستبعد أن يقول مدير لجنة الحكام أن مثل هذه الغمزة مسموح بها هنا في السعودية فقط.