أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2023-03-31
ـ مقال اليوم مما نشرته الصحف في العالم الذي نعيش، وسأختار ما هو بعيد عن معارك أوكرانيا ومصير باخموت، وعن قوة الصواريخ، التي كتب عنها الإعلام. لا أدري من أقنع المُصَنعين للصواريخ النووية أنها مدعاة للفخر، لا أظن أن هناك من سيمتدح تأثيرها إذا استعملت، حتى المُصنعين أنفسهم، هذا إن بقوا أحياء! لم نخلق نحن البشر إلا لعبادة الله، وتعمير الأرض بالإحسان، فما الذي دفع الإنسان إلى أن يصنع السلاح الأقوى؟ السلاح الذي سيدمر الأرض بدلًا من أن يعمرها؟
ربما غروره، وربما جهله، ربما الاثنين معًا، فهما رفيقان، فإذا ما وجد الغرور حضر الجهل. أبدأ بما نشرته “العربية نت” عن سيدة عربية تم القبض عليها بتهمة التسوّل، ويبدو الأمر عاديًا لا يستحق النشر إذا ما كان الخبر عن وجود سيدة تتسول، فالمتسولون في كل أنحاء العالم، وبعضهم يلبسون أغلى الملابس، لكنه سيكون خبرًا محيرًا إذا ما علمنا أن السيدة المتسولة امرأة ثرية وأغنى من كل الذين تصدقوا عليها وأحسنوا إليها. فالمرأة تمتلك منزلين وعقارات في حي راقٍ، بالإضافة لأرصدة بنكية سمينة، مع حملها لجنسية أوروبية مع جنسيتها العربية! أعتقد أن قصة السيدة تضاف إلى العديد من القصص في أنحاء العالم عن متسولين أثرياء، وربما يكون الأمر متعلقًا بمرض نفسي أكثر من كونه طمعًا، فلا شطارة في ذل النفس، ولا ذكاء في خداع الناس، ولا حرية لمن يستعبده المال، وأتذكر قصة سابقة عن إلقاء القبض على رجل متسول كان يملك 4 عمارات، لم يسكن يومًا في شقة من شقق عماراته الأربع، وكان ينام في غرفة كئيبة في حي عشوائي، لا أفسر هذا إلا مرضًا يحتاج صاحبه للعلاج. “العربية نت” نشرت في الخبر نفسه عن سيدة أخرى سبق وألقي القبض عليها، لكنها كانت تحب أن (تفرفش) عن نفسها، لأنها بعد أن تنتهي من دوام التسوّل، كانت تبدل ملابسها وتركب سيارتها ذات الدفع الرباعي!
ـ تناقلت وسائل الإعلام مقطع فيديو لنيمار، نجم المنتخب البرازيلي، وهو يتحسر على خسارته مليون يورو في لعبة قمار على الإنترنت، كان واضحًا أن نيمار يمثل دور الحزين على خسارته، لأنه عاد إلى مرحه بعد ثوان في الفيديو الذي كان يبثه على الهواء مباشرة. لا أعرف إن كان نيمار قد خسر أكثر من المال، لأن ظهوره وهو يلعب القمار لن يسعد الكثير من محبيه، خصوصًا الفقراء في البرازيل وغير البرازيل، ولو كان نيمار واعيًا لأدرك دوره الحقيقي في العالم الذي يعيش فيه، وفي المكان الذي جاء منه. ربما لا يشعر الآن بحقيقة ما يفعل، لكنه سيشعر لاحقًا، عندما يطفئ الزمن أضواء شهرته ضوءًا بعد آخر، حينها ربما يدرك أنه كان يستطيع إسعاد الكثيرين بالمال السهل، الذي كان ينهمر عليه، لمجرد تسليه بلعب كرة القدم.