|


د.تركي العواد
القضاء على الديون.. مستحيل
2023-03-31
تغير كل شيء في كرة القدم السعودية إلا ديون الأندية بقيت حملًا ثقيلًا يمنع تقدمنا ويسيء لسمعتنا. وقفت كل الحلول عاجزة عن احتواء فقاعة الديون وتقليل الشكاوى المحلية والدولية، واستمرت أنديتنا زبونًا دائمًا لدى المحاكم واللجان تنتظر الحكم النهائي في قضية كان يمكن تسويتها قبل سنتين أو ثلاث.
السبب الرئيس لتراكم الديون وفشل كل الحلول أن هناك ثقافة سائدة في الأندية السعودية منذ زمن بعيد توارثتها الإدارات جيلًا بعد جيل في التعامل بلا مبالاة مع حقوق الآخرين، وتعودت الأندية ألا تسدد أي مبلغ إلا بقرار نهائي غير قابل للاستئناف.
أما توأم روح السبب الرئيس فهو إلغاء العقود من طرف واحد، فأنديتنا العاطفية عندما تغضب على أحد لا تريد رؤيته مرة أخرى في النادي، عندما ينفعل الرئيس يلغي العقد ويمزقه ويسحب مفاتيح السيارة والشقة ويحجز للمدرب سياحي على أقرب رحلة.
لا شك أن تراكم القضايا يدمر الصورة التي نرغب في تقديمها للعالم عن الكرة السعودية والدوري السعودي، شيء محير للعالم كيف تدفع الأندية السعودية المليارات عند التعاقد وتعجز عن دفع مليون أو مليونين رواتب أو شرطًا جزائيًا؟
تم تصفير كل الديون ولكن “أبو طبيع ما يجوز من طبعه”، لتعود الديون تحاصر أنديتنا، ولا نقابل أحدًا في الاتحاد الدولي لكرة القدم إلا ويسألنا عن الديون بحيرة واستغراب.
أجد أن الحل في استحداث وظيفة “ممثل مالي” في كل ناد يقوم بتمثيل وزارة الرياضة ولا يتم صرف أي مبلغ من حساب النادي إلا بموافقته، فالوزارة مشكورة تقوم بدعم الأندية بعشرات الملايين ويجب ان تضمن عدم هدر تلك الأموال بصفقات جديدة وديون متراكمة لا تظهر إلا بعد رحيل الإدارة التي تسببت فيها.
أنديتنا لا تعاني من مشاكل مالية، أنديتنا تعاني من “سوء” إدارة مالية، فدخل الأندية تضاعف خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن إدارة تلك الأموال بشكل غير حكيم سبب الأزمات المالية الخانقة. الديون سوف تتراكم وترتفع حتى لو سُددت كل الحقوق وارتفعت المداخيل لأن العادات القديمة هي التي تحكم الإدارة المالية في الأندية، والأولوية دائمًا هي تأمين طائرة خاصة لإحضار اللاعب الجديد لا تسديد حقوق اللاعب المغضوب عليه.