|


رياض المسلم
رهف وسعود.. وختم الصحافة
2023-04-04
يطلب تويتر، في زمنٍ كان للطائر الأزرق ريشٌ قبل أن ينتفه إيلون ماسك بقراراته ويكسر جناحيه، من المغردين الراغبين بتوثيق حساباتهم والحصول على علامة “التوثيق الزرقاء” أن يجلبوا مواد صحافية نشرت في صحف أو قنوات رسمية معترف بها ليكون إثباتًا لهوياتهم، فلم يطلبوا ختم عمدة أو وساطة نافذ، فلا يزال الغرب ينظر إلى أن الوسائل الإعلامية الرسمية بمختلف مسمياتها مصدر ثقة ومسؤولية..
من هنا ندرك بأن ختم الصحافة يجب ألا يطبع على جبين ناشط في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا بعد التأكد من استحقاقه له، ولديه موهبة تجعله يظهر في وسائل الإعلام المعتمدة.
ومن خلال متابعتي لعدد من الأعمال على شاشة رمضان، اتجه بعض صنّاعها لنشطاء وناشطات في “السوشال ميديا” ليطلوا من خلال محطات مرموقة ورسمية، فظهر بطل “التيك توك” في أعين “الغلابة” من المتابعين “سعود” في برنامج مراحل ليتحدث عن حياته ومسيرته وسيرته، وتشعر أمامه أنك تشاهد أحد أساطير هذا الزمان، لكنه أبعد ما يكون عن ذلك بلا شك، وأستغرب أنه يكون بين قائمة ضيوف البرنامج الرنانة إلا إذا كان الهدف عدد المشاهدات فحينها أتفق معه، لكنه يخسر العقلاء من المشاهدين.
وفي تجربة أخرى لكنها مختلفة، يطل اثنان من ناشطي “التيك توك” أيضًا، وهما مشاري العتيبي، و”سبايكي”، ليقدما برنامج “الكاش في الطريق”، والذي أصنفه بأنه أحد أفضل البرامج الترفيهية، ونجح الثنائي مع الممثلة هبه حسين في شق طريق جديد لهما في الإعلام الحقيقي، مستثمرين الفرصة التي منحت لهما، مرتكزين على موهبتهما، فنجحا في ذلك..
وفي محطة أخرى، تقرر رهف القحطاني الناشطة المثيرة للجدل، والتي تقودها عفويتها في الكثير من المواقف، حتى باتت إحدى أشهر المؤثرات في وسائل التواصل الاجتماعي، أن تشارك في مسلسل طاش، ونجحت أيضًا عندما واجهت كاميرا حقيقية واحترافية لا تقارن بنظيرتها في هاتفها المحمول، وبرهنت على أن لديها موهبة في التمثيل وسلكت طريق الصواب، وتقول بأنها خضعت لتدريب مكثف قبل التمثيل.
صنّاع القرار في الصحف والقنوات الرسمية عليهم أن يستثمروا الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، فهم أصبحوا واقعًا، وأن يقدموهم بصورة جميلة كلٌ في مجاله، لا أن يجعلوا منهم أبطالًا يجلسون على مقاعد الناجحين، فهي خطوة تالية يصلونها في وقت لاحق، فالأرقام ليست دليلا على النجاح في عالم الشاشة بل المضمون الرزين فهو من يبقى.