|


تركي السهلي
معادلة «جارسيا»
2023-04-11
يعيش المدرب الفرنسي رودي جارسيا مع نادي النصر وفق أكثر من أسلوب عيش. يسكن في العاصمة الجاذبة للحياة الآن، معه زوجته، ويتقابل مع الفرد السعودي خارج حدود “طويق”، ويتعامل مع المواقف بناءً على قرار “عائلي” واندماج مجتمعي. في الحال هذه، فإنّ المؤشرات جيّدة، لكنّه في ساعات التدريب، أكثر “جفافًا” من مناخ الرياض الصيفي.
بالأمس، بعد تعادل فريقه مع الفيحاء في المجمعة دون أهداف، صرّح بأنّه غير سعيد من أداء اللاعبين، وهي ربما المرّة الأولى التي يقول فيها ذلك علانية.
في أحداث المباراة الـ 23 الدوريّة للأصفر، بدا الغضب على عبد الرحمن غريب حينما أخرجه رودي جارسيا، وكذا الحال مع سلطان الغنّام، وأظهرت التعابير للاعبين حالة من عدم الرضا والتذمّر.
الواضح بعد التعامل المباشر بين المُدرب والعناصر اللاعبة، وجود الفجوة والامتعاض من العنصر المُنّفذ لأفكار الفرنسي، وأن الطريق بين الطرفين أصبح صعبًا مع الباقي القصير منها في مشوار بطولة الدوري.
والحالة المتولّدة في النصر، تعد الأخطر عليه في هذه المرحلة، وهي تتطلّب وعيًا إداريًا عاليًا من مجلس الإدارة ورئيسه والداخلين في تفاصيل العلاقة الفنيّة، بدءًا من التدريب وانتهاءً بالتنفيذ الفعلي في المباريات، للوصول إلى نقطة مرنة تُعيد التوازن للفريق ومجموعته الكاملة.
والعلاقة أساسًا بين اللاعب والمُدرب ذات خيط رفيع في الفرق كُلّها، والإدارة الذكيّة هي من تقرأ الوضع على نحوٍ دقيق، لتحقيق المصلحة العامة، لا لكي تهرب من مواجهة جماهيرية، ولا تبقى دون مُعالجة، رغبة منها في الوجود عند مساحة دور التوفير للمتطلّبات، ودون ضغط على أي طرف أو الوقوف مع واحد دون الثاني.
الأمر الجيّد، أن النصر لم يخسر إلى الآن بطولة دوري “روشن” وهو موجود في مُعادلة “كأس الملك”، وهذه معطيات، من المفترض أن تدفع إلى رصّ الصف، وتوحيد المجموعة نحو الأهداف، والمضي قُدمًا نحو ترتيب الأمور دون أن تحمل النتائج أي أضرار كبيرة.
إن الفكرة الأساسية في الداخل النصراوي ليست “الانصياع”، ويجب أن تكون كذلك، فالأمر لا يعدو كونه بناء مجموعة لا تلبية رغبات، كما أن التضحيات وفق روح الفريق الواحد لا بد وأن تكون حاضرة، وعلى مسلّي آل معمّر، أن يأخذ المسألة إلى الاتجاه الحازم وحساب الوقت دون هدر.
لقد نجح النصراويون في تكوين جدار حماية للفريق من أي مؤثرات خارجية، لكن ذلك لا يكفي.