|


رياض المسلم
النقاد السامين وحزم الإعلام
2023-04-13
استعرض معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري في تغريدة منجزات الهيئة العامة للعلام المرئي والمسموع خلال الربع الأول من العام الجاري، مبينًا رصد 4000 مخالفة لضوابط النشر والتعصب الرياضي والعمل الإعلامي دون ترخيص ومخالفات أخرى، مشددًا على أن ذلك يأتي من أدوار منظومة الإعلام وضمان وجود بيئة إعلامية صحيّة، أعقب ذلك إعلان من قبل الهيئة بالطلب بالإبلاغ عن أي برنامج يثير التعصب الرياضي.
مخالفات التعصب لم تذهب إلى الدين أو الاقتصاد أو ما شابه ولكن اتجهت إلى الإعلام الرياضي الذي أكاد أجزم بأنه في السنوات الأخيرة هي الأسوأ منذ تأسيس كرة القدم السعودية، فالبعض من النقاد والمنتمين إلى الصحافة بكافة مشاربها لم يلامسوا الوحل وبعدها يخرجوا مسرعين منه لأخذ “حمام دش ساخن” ليزيلوا الأوساخ كما كان في السابق، بل إن فئة منهم أضحت الآن تسبح كالفراشة وأخرى على ظهرها في مستنقع، وحل التعصب والعنصرية والانحطاط الأخلاقي غير مبالين ومستمتعين.
هؤلاء النقاد الغارقين في وحل التعصب الرياضي غير الجائز هم أشبه بالشخصيات السامة والتي سميّت بذلك من قبل المختصين النفسيين، كون أصحابها مخادعين، ويحاولون أن يقوموا بإظهار أنفسهم بصورة مثالية، ولكن سرعان ما ينكشفون، وتظهر بشاعة شخصيتهم.
ومن صفات الشخصية السامة التي تذكرنا بـ”شبيه صويحبي حسبي عليك” وليس في معناها شوقا كما جاء على لسان دايم السيف ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل بالفعل على أفعاله وما يقوم به ومن على نهجه ممن عكروا صفو الوسط الرياضي، فإن صاحب الشخصية السامة يحب نفسه إلى درجة النرجسية، ولا يهتم مشاعر الآخرين، ويبحث عن مصلحته الشخصية فقط، وعندما يتحدث عن آرائه يقوم بسردها على أساس أنها حقائق، لأنه يرى أنه هو الأذكى من الجميع.
كما تشير الدراسات النفسية أن أصحاب تلك الشخصيات السامة كثيرو الشكوى ويلعبون دور الضحية ويعشقون الاستغلال والتلاعب ومنح الطاقة السلبية والعصبية والانزعاج من السعداء.
والسؤال الأهم كيف نتعامل مع تلك الشخصيات السامة من النقاد الرياضيين، ويجيب الأطباء النفسيين: “يجب أن تتهرب من الحديث معهم والاستماع لهم، وقطع العلاقة نهائيًا معهم وعدم متابعتهم” مبينين أنهم لا يمنحون سوى التشاؤم والسلبية.
ويضيف أهل علم النفس: “لا تجعلون أصحاب تلك الشخصيات يستفزونكم أو يقللون من التوازن الداخلي لديكم”.
وأخيرًا.. شكرًا لوزارة الإعلام على ملاحقة ومعاقبة المتعصبين والمسيئين في الوسط الرياضي وعلى العامة أن يتعاملوا مع هؤلاء بأنهم شخصيات سامة في حياتنا.. فهل نقبلهم؟