|


سعد المهدي
عيدية الهلال
2023-04-22
لا يمكن لجماهير الهلال أن يجدوا أجمل من فوز ناديهم في ديربي العاصمة هدية لعيد الفطر، ولا أيضًا ما يمحون به ذكرى “عيدية” إيقاف ناديهم عن التسجيل فترتين، على خلفية قضية “توقيع كنو المزدوج” بأهم من هذا الفوز غير استعادة ما جرى بعده، من تحقيق لقب الدوري ووصافة كأس العالم، وما تبعه من تأهل جديد لنهائي دوري أبطال آسيا، وضمانه المشاركة في نسخة كأس العالم للأندية 2024م.
الحقائق ليست آراءً تقبل الخطأ والصواب، الاتفاق والرفض، وما تحقق لا يمكن إسقاطه، ولا يضره التضليل أو التشويه، كما أنه لا يزيده التضخيم، انتهت مواجهة الهلال والنصر بواقعية حال الناديين، ولم تتدخل “عبارات النقد الإنشائي” أو الطروحات “الشعبوية” في تغيير عطاءات اللاعبين، ولا الفكر الفني والإداري، وبالتالي كان للميدان كلمة الفصل، وبات من “المنطق” أن يعيد كل حساباته بواقعية، بعيدًا عن العالم الافتراضي والفكر الموازي.
النصر ما زال مرشحًا للحصول على لقب الدوري والكأس، والهلال كذلك يمكنه نيل الكأس والدفاع عن لقبه الآسيوي، تلك “حقائق”، فعلها في انتظار ما باستطاعة الناديين من بذل لتحقيقها، وهو ما لا يمكن بعدها لناقد ولا نكرة أن يسقطها كحقائق، ولا يضرها بتعليق ساذج، أو توصيف تافه، أو متفلسف شعبوي يقتات على كل الموائد، حيث تبقى لغة النقد في مكانها الصحيح، والآراء فيما يشرح ويفسر ويحكم، بحسب كل وقدر فهمه، وما استخلصه وظنه.
إخفاء الحقائق مراوغة أو تعمدًا أسوأ من إعطاء الرأي فيها، وإن كان غير صائبًا، لكنه دونما شك يرفع الغطاء عن وجه “الناقد” المتمسح بالجرأة والاستقلالية، والانتقائية في الخوض في القضايا والوقائع تكشف زيف ودجل صاحبها، وهنا لا يعني بالضرورة الخوض في كل أمر إن كان هذا منهجًا تتبعه، إنما المعيب أن تتبع بعقلك “النقدي” ما تشاء عاطفتك أو “مصلحتك الخاصة” وتترك ما يتعارض معهما، وفي الحالين تريد من المتلقي أن يحترمك ويصدقك.
يقول المفكر علي الوردي “إن كل إنسان يعيش في داخل قوقعة خاصة به كالحلزون، فهو يخرج رأسه إلى الدنيا متى أراد، فإذا وجد الدنيا غير ملائمة له أدخل رأسه في القوقعة وانغمس في الأحلام”، ويذكر أيضًا أن الناس عندما يتجادلون في الرأي لا يتوصلون إلى اتفاق، لأن من عادة المجادل أن يبقى مصرًا لا يتنازل عن رأيه، بعد أن أصبح رأيه من شخصيته.