|


تركي السهلي
النصر واحد
2023-05-01
مع كُل ما يدور في نادي النصر هذه الأيّام، إلا أن النادي السعودي العريق يبقى كيانًا واحدًا.
وفي الدورة الانتخابية الأخيرة قبل موسمين ونصف امتلك الأمير خالد بن فهد الأصوات الأعلى، وقدّم مُرشَّحه لرئاسة مجلس الإدارة مسلّي آل معمّر. وعلى مراحل العمل والاستقطاب للاعبين ومدربين وقضايا عقود، دفع العضو الذهبي الأكبر، من حيث قيمة الأصوات، نحو نصف مليار ريال سعودي.
إنّ الأطراف المُطالبة لتغيير كل شيء في الساكن حي طويق غرب العاصمة، لها الحق، من باب المحبّة، وليس لها ذلك من موقع المسؤولية.
لقد ركّبت القطع في العاصميّ الأصفر على نحوٍ سليم من حيث تطبيق لوائح الأندية، والأعضاء الذهبيين، وملكية الأصوات وتشكيل الإدارة، وأعطت وزارة الرياضة المشهد كاملًا للنصراويين دون نقصان منها أو منهم، وصادقت ودعمت ضمن إطار المشروع الرياضي الحكومي الكبير. والمساحة بكل حدودها كانت مفتوحة للنصراويين منذ انتهاء تكليف مجلس إدارة سعود آل سويلم صيف 2019، وطُرحت الأصوات للشراء وتقديم المرشحين.
في الحالة النصراوية كان العمل مرتبطًا بالنتائج والبطولات من قبل الجماهير، وهو الأمر الذي تبنّته لاحقًا بعض الأسماء الكبيرة غير المُسجّلة كأعضاء وغير الممتلكة أصوات، ما جعل المشهد يبدو مرتبكًا، على غير وجهه الحقيقي القانوني.
إنّ الجهة الوحيدة التي لديها القدرة على تفكيك مجلس الإدارة هي وزارة الرياضة وبناءً على مسوّغات نظامية لا أهواء أو تحريك مُفتعل، ولا أحد لديه الجرأة والإمكانيّة لتغيير معادلة الزمن وتقديم الأيّام لانقضاء المدّة النظامية وفتح الترشّح والانتخاب وإحضار البديل إلا بنص تنظيمي واضح من ذات الاختصاص والقوّة الإدارية.
لقد خاض النصر معارك كُبرى في داخله، وكان على الدوام سبيلًا لأبنائه للوصول للكرسي الشهير وصراعهم في ذلك للبقاء والإبعاد. وكانت ثنائية الوجه والظلّ حاضرة في المشهد النصراوي حتى مع فترات الأمير عبد الرحمن بن سعود الطويلة.
اليوم، لم يعد أمام الكيان الأصفر إلا إعادة فهم ذاته، وترك العربة التي تصل للمحطات أن تصل المحطّات، دون أن يكون هناك أحد يمسك بقضبان السكّة لتغيير الوجهة أو التوقّف وإنزال القائد ومعه الركاب.
إنّ المضي قدمًا وسط ثبات في ممرّات الشوك لمهارة بارعة يحتاجها الحصيف، إذ إن القفز أو الصراخ لا يجدي ولن ينفع لا الأقدام ولا الألسن. وفي ظلّ ذلك كله على النصر أن يُحقق الدوري وسيفعل.
العودة دائمًا للفارس، والفرح وقت الانكسار للضعيف، والواقف تحت الشمس، ليس كمن ينام في الظهيرة.