|


د. حافظ المدلج
المجد للوطن
2023-05-05
كلنا نردِّد بفخر “سارعي للمجد والعلياء”، لنقول: إن الوطن الغالي، يسارع نحو تحقيق “المجد”، فيصل إلى أهدافه المرسومة، ثم يضع أهدافًا أعلى، ويسعى إلى بلوغها. وفي الرياضة، يرتبط “المجد” باعتلاء منصات التتويج، حيث نحتفظ بصور الإنجاز، ونفاخر به العالم، وكأننا نقول لهم: ها نحن نتبوَّأ مكان الصدارة بينكم. وحين يحقق الفرد، أو الفريق إنجازًا دوليًّا، يكون “المجد للوطن”.
اليوم، يلعب “الهلال” باسم الوطن مباراة إياب نهائي دوري أبطال آسيا، ونتمنى له الفوز، ليعود محمَّلًا بالكأس الحلزونية الغالية، ولتحقيق ذلك يحتاج الفريق للعب على قلب رجل واحد، وأن يبذل كل نجم 110 في المئة من جهده وتركيزه، لأن المباراة لا تحتمل تكرار أخطاء لقاء الذهاب، ففي الرياض، أخفق جميع النجوم السعوديين في تقديم ما يشفع لهم أمام 55 ألف مشجع، خرجوا غاضبين محبطين من درة الملاعب، وعلى النجوم تعويضهم إذا ما أرادو تحقيق “المجد للوطن”.
أكتب المقال قبل معرفة التشكيلة النهائية، لكنني أعرف أن غياب “سلمان” لإصابته، وطرد “سالم” لتهوُّره، سيقلِّلان من حظوظنا، وسيصعِّبان من مهمة “دياز”، لذا على نجوم التشكيلة مضاعفة الجهد، وكأنها المباراة الأخيرة في حياة كل نجم منهم، مع ضرورة التركيز جيدًا، لأن الخطأ اليوم، سيكلِّف الفريق أهم بطولة، وثقتنا كبيرة في استشعارهم مسؤوليتهم، ليتمكنوا من صناعة “المجد للوطن”.
بطولة اليوم تختلف عن جميع كؤوس آسيا السابقة، لأن تحقيقها يجعل “الهلال” ممثلًا للوطن في بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها “الرياض”، وسيزداد فخر الوطن حين يكون النادي المستضيف بطلًا للقارة، وليس بطلًا للدوري المحلي فقط، وما زال اللقب المحلي متاحًا أمام أربعة أندية، هي على الترتيب “الاتحاد النصر الشباب الهلال”، وإذا أنهى “الهلال” الدوري في المركز الرابع، ولم يحقق كأس الملك، فسيكون خارج النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، وذلك أمرٌ لم تعهده كرة القدم السعودية من الفريق الأكثر تتويجًا بالألقاب وجلب “المجد للوطن”.

تغريدة tweet:
أعرف من الهلاليين مَن سهر البارحة حتى طلوع شمس اليوم، لينام حتى نهاية المباراة، ويبتعد عن التوتر المصاحب لمثل هذا النهائي، كما أن هناك آلاف الجماهير الذين تكبدوا مشقة السفر لليابان من أجل مؤازرة الفريق في مهمة مواصلة صناعة “المجد للوطن”، وأتمنى من نجوم “زعيم آسيا” وضع هؤلاء العاشقين نصب أعينهم، وعلى منصات التتويج بإذن الله نلتقي.