|


رياض المسلم
روائع الموجي ومسرح الأحلام
2023-05-05
أطلق الأسطورة الكروية الكبير بوبي تشارلتون مسرح الأحلام على التحفة العمرانية التاريخية ملعب أولد ترافورد معقل الشياطين الحمر، وجاءت تكنيته بهذا اللقب ليكون حافزًا للاعبي مانشستر يونايتد ليحققوا أحلام أهالي المدينة الصناعية الكبرى ويكسر جمودها، وهو ما حدث فيما بعد، فارتباط الأحلام بالمسرح يوسّع من دائرة الأماني، لكن قد يدرج الكثير منها تحت بند “المستحيل” إلا عند الصامدين الصابرين الطامحين..
لو أغلقنا باب الشيطان واستخدمنا “لو” للتوقع وقيل بأن هناك مسرحًا في الرياض سيقف على خشبته 130 عازفًا و7 من كبار نجوم العالم العربي إلى جانب عباقرة الموسيقيين لأخذنا إلى مسرح أحلام الشياطين الحمر، وذهب التوقع إلى خانة “المستحيل”..
أدرك بأن المقال الأصل فيه النقد، ولكن هناك من يستحقون أن نحتفي بهم وبإنجازاتهم التي تأتي امتدادًا لمنجزات الوطن الغالي، ويعبد هذا المنجز الطريق أمام الراغبين في العمل المتقن والمجوّد..
صادفت في مسرح الأحلام أو مسرح الحقائق “مسرح أبو بكر سالم”، أحد المنظمين واقفًا صامدًا ومبتسمًا يستقبل الحضور مؤديًا عمله “على سنقة عشرة”، وحين مغادرتنا لم تغادر الابتسامة محياه، اقتربت منه فإذا بنفس عميق يخرج منه ويقول: “الحمد لله انتهى الحفل على خير”، وخلال حديثه معي أوضح أنه أمضى مع بقية زملائه 3 أيام متواصلة في البروفات الـ30 التي سبقت تدشين الليلة التاريخية، وسعيد بالإنجاز الذي يراه في أعين الحضور.هذا هو هاجس من يشغل وظيفة بسيطة في الحفل وكل ما كبر المنصب كبرت معه الحمل والمسؤولية.لن أتحدث عن ما ظهر في الشاشات الـ10 التي نقلت ليلة روائع الموجي فلم تعكس الحجم الحقيقي للجهد المبذول في أركان المسرح الذي حوّلته شركة بينش مارك إلى باقة ورد كبرى فاحت منها رائحة الإبداع والتجلي وكأني أدلفه للمرة الأولى.. الإضاءات والديكور وفكرة إعادة أزياء الستينيات الميلادية المصرية في الاستقبال، ووقوف النجوم السبعة بالتوقيت المحدد كل على حدة في منطقة الحديث مع وسائل الإعلام، بالفعل كان هناك اهتمام بالتفاصيل الدقيقة التي أخرجت فيما بعد حفلًا عظيمًا..
محمد زكي حسنين الرئيس التنفيذي لبينش مارك بعد انتهاء الحفل هو بالكاد يرفع يديه لاحتضان الضيوف وتوديعهم من الإرهاق يقول عندما تحدثت إليه: “اشتقت إلى النوم”، لجميع من عمل في اليلة التاريخية يحق لهم ان يناموا قريريّ العين بعد الجهد الجبار الذي قدموه..
وها هي “الترفيه” تغلق صفحة في كتاب الاحتفاء بالأساطير والعمالقة بعد “روائع الموجي” لينضم إلى كوكبة سبقوه وينتظر ضم المزيد مستقبلًا.. فنحمد الله على نعمة وطننا الغالي الذي بات قبلة للمبدعين والمتألقين..