كلما قرأت صفحة من كتاب وأعجبني سطر أو أكثر قمت بطي طرفها، حتى أعود لها لاحقًا، لكنني على الأرجح لا أعود، إلا إذا ما عدت لقراءة الكتاب من جديد بعد مدة قد تصل لسنوات، وعلى أساس العودة لاحقًا وجدت أنني طويت الكثير من صفحات الكتب، مع الاعتذار لكل الذين ينتقدون هذه الطريقة القاسية في التعامل مع الكتاب وصفحاته.
في الأيام الماضية عدت لتقليب بعض الكتب التي سبق وقرأتها، واخترت لكم بعض السطور من بعض الصفحات التي طويت أطرافها، وأبدأ بكتاب (انتبه أمامك معبر غزلان) لبندر بن عبد المحسن العصيمي، الكتاب عبارة عن ثمانين حكاية من حكايا مُبتعث في مدينة مانشستر البريطانية، اخترت جزءًا من حكاية بعنوان (قصتي مع الشحاذ الإنجليزي) وفيها ينتبه بندر لاختلاف مهم من خلال اللغة بين البريطانيين وبين بقية الدول الناطقة بالإنجليزية، فالإنجليز على وجه الخصوص لا يستغنون في أحاديثهم اليومية عن كلمات الاعتذار والشكر والرجاء، ويربطونها بمستوى الأخلاق والأدب، والشخص الذي يطلب حاجة دون أن ينهي حديثه بكلمة رجاءً يعتبر فظًا. كتب بندر العصيمي في الصفحة رقم 20 (أتعجّب جدًا من فخامة اللغة الإنجليزية المستخدمة في بريطانيا ولا أجد هذا الأسلوب الرائع في أيٍّ من الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، لربما كان السبب في ذلك هي التربية منذ الصغر على هذه الكلمات الراقية في التعامل مع الآخرين، ولذلك أتذَكر في أول أيامي في بريطانيا التي عشتها عند العجوز أماندا.. كان أول ما قالت لي: يا بندر.. ثلاث كلمات مهمة في أي حوار ببريطانيا sorry …thank you …please… العجيب أن الرقي اللغوي في انتقاء الألفاظ ليس حكرًا على طبقة المثقفين بل حتى عوام الناس يستخدمون كلمات مثل (أستميحك عذرًا) ومثل (متلطفًا.. أرجو أن تدلني) ومثل (هلا تكرمت بأن …) بل الأمر الأشد غرابة من ذلك، فقد رأيت مرة في أحد شوارع مانشستر شحاذًا يجلس على الأرض وبين يديه كتاب يقرأ منه وأمامه علبة يضع فيها المارة النقود، وفي حادثة أخرى استوقفني شحاذ إنجليزي (منتّف) بينما كنت أمشي في وسط مانشستر فدار بيننا هذا الحوار حيث قال: لو سمحت سيدي، هل من الممكن أن تعطيني أي مبلغ بسيط، رجاءً؟ قلت: عذرًا ليس معي. فقال: حسنًا، أتمنى لك نهاية أسبوع سعيدة، شكرًا). صفحات كثيرة من كتاب (عشت سعيدًا) طويت أطرافها، والسيرة الذاتية للأستاذ عبد الله السعدون سفر من المتعة والفائدة، لكنني اخترت جزءًا من رسالته التي كتبها لابنه ثامر الذي كان يستعد للسفر للدراسة، الرسالة مهمة لكل الشباب، وثامر شاب محظوظ كونه وجد الأب الذي يكتب له وينصحه بمثل هذه النصائح الأشبه بحجر أساس لنجاح الإنسان، وبعده عن الطرق المؤذية، ومع أن كل الرسالة رائعة إلا أنني اخترت هذا الجزء (التاريخ يا بني لا يصنعه الكسالى ولا الخائفون، وقد تكون قلة متميزة شجاعة، تقود بلادها للرخاء، بفضل نتاج عقولها، فلعلك تضيف جديدًا تهديه لبلدك المعطاء. أصعب الطرق ما يقدّ من بين الصخور، لكن هو الذي يبقى ويسير عليه اللاحقون تذكر قول المتنبي:
وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
في الأيام الماضية عدت لتقليب بعض الكتب التي سبق وقرأتها، واخترت لكم بعض السطور من بعض الصفحات التي طويت أطرافها، وأبدأ بكتاب (انتبه أمامك معبر غزلان) لبندر بن عبد المحسن العصيمي، الكتاب عبارة عن ثمانين حكاية من حكايا مُبتعث في مدينة مانشستر البريطانية، اخترت جزءًا من حكاية بعنوان (قصتي مع الشحاذ الإنجليزي) وفيها ينتبه بندر لاختلاف مهم من خلال اللغة بين البريطانيين وبين بقية الدول الناطقة بالإنجليزية، فالإنجليز على وجه الخصوص لا يستغنون في أحاديثهم اليومية عن كلمات الاعتذار والشكر والرجاء، ويربطونها بمستوى الأخلاق والأدب، والشخص الذي يطلب حاجة دون أن ينهي حديثه بكلمة رجاءً يعتبر فظًا. كتب بندر العصيمي في الصفحة رقم 20 (أتعجّب جدًا من فخامة اللغة الإنجليزية المستخدمة في بريطانيا ولا أجد هذا الأسلوب الرائع في أيٍّ من الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، لربما كان السبب في ذلك هي التربية منذ الصغر على هذه الكلمات الراقية في التعامل مع الآخرين، ولذلك أتذَكر في أول أيامي في بريطانيا التي عشتها عند العجوز أماندا.. كان أول ما قالت لي: يا بندر.. ثلاث كلمات مهمة في أي حوار ببريطانيا sorry …thank you …please… العجيب أن الرقي اللغوي في انتقاء الألفاظ ليس حكرًا على طبقة المثقفين بل حتى عوام الناس يستخدمون كلمات مثل (أستميحك عذرًا) ومثل (متلطفًا.. أرجو أن تدلني) ومثل (هلا تكرمت بأن …) بل الأمر الأشد غرابة من ذلك، فقد رأيت مرة في أحد شوارع مانشستر شحاذًا يجلس على الأرض وبين يديه كتاب يقرأ منه وأمامه علبة يضع فيها المارة النقود، وفي حادثة أخرى استوقفني شحاذ إنجليزي (منتّف) بينما كنت أمشي في وسط مانشستر فدار بيننا هذا الحوار حيث قال: لو سمحت سيدي، هل من الممكن أن تعطيني أي مبلغ بسيط، رجاءً؟ قلت: عذرًا ليس معي. فقال: حسنًا، أتمنى لك نهاية أسبوع سعيدة، شكرًا). صفحات كثيرة من كتاب (عشت سعيدًا) طويت أطرافها، والسيرة الذاتية للأستاذ عبد الله السعدون سفر من المتعة والفائدة، لكنني اخترت جزءًا من رسالته التي كتبها لابنه ثامر الذي كان يستعد للسفر للدراسة، الرسالة مهمة لكل الشباب، وثامر شاب محظوظ كونه وجد الأب الذي يكتب له وينصحه بمثل هذه النصائح الأشبه بحجر أساس لنجاح الإنسان، وبعده عن الطرق المؤذية، ومع أن كل الرسالة رائعة إلا أنني اخترت هذا الجزء (التاريخ يا بني لا يصنعه الكسالى ولا الخائفون، وقد تكون قلة متميزة شجاعة، تقود بلادها للرخاء، بفضل نتاج عقولها، فلعلك تضيف جديدًا تهديه لبلدك المعطاء. أصعب الطرق ما يقدّ من بين الصخور، لكن هو الذي يبقى ويسير عليه اللاحقون تذكر قول المتنبي:
وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم