|


تركي السهلي
الخسارة الهلالية
2023-05-08
الخسارة الأكبر لفريق الهلال الأول لكرة القدم، هي خسارته لنفسه. ضاع الأزرق في الرياض قبل أن يذهب إلى طوكيو، وفقدَ هويته دون أن يقدر على تحديدها، وكان الأمر من داخله لا من الخارج.
السقوط الهلالي أمام أوراوا، هو سقوطٌ للفكرة الزرقاء الأولى النابعة من تكوين مجموعة واحدة، خلفها واحدٌ قوي، إذ كانت التحرُّكات الداخلية مرتبكةً أكثر من اللازم، وتنازع القرار الفني أكثر من طرف ما بين المدرب دياز ومعه ابنه، والإدارة التنفيذية لكرة القدم، واللاعبين الكبار المؤثرين.
منذ زمن بعيد، والهلالي لا يحكي قصصه لأحد، ولا يُحب أن يعرف أسراره قريبٌ، فضلًا عن البعيد، لكن الأمور لم تعد كذلك، فمع تقدُّم الهلال في العمر، عنصرًا وعقلًا وجسدًا، حتى بدا المشي على غير اتزان.
إن البطولة الآسيوية للأندية الأبطال، ليست على ما يرام، وهي أكثر ضعفًا في السنوات الأخيرة، وربما كانت السبب في الهزال الأزرق، وخديعة مرحلته.
لقد حاول الفريق العاصمي لملمة ذاته، وإخفاء شيخوخته، وإظهار الصمود عكس حاله، ونام عن تجديد ذهنه وأطرافه، فغطَّى الشحوب كل التفاصيل.
إن الأمل الوحيد للهلال، يكمن في مشروع تطوير الدوري السعودي الموسم المقبل، وتدعيم الأندية بنجوم كبار من دوريات كُبرى، وثمانية أجانب جدد مع الإبقاء على قلّة من المحليين، وحساب المرحلة العمرية لهم.
لقد أخذ سالم الدوسري الكثير من ناديه الذي يلعب له، وكذلك أخذ ناديه منه، وهناك سلمان الفرج بالحال ذاته، ومعهما المعيوف، وهم ممن يصعب تعويضهم، لكن إخراجهم من المجموعة الجديدة أمرٌ حتمي في ظل كل المتغيرات الزمنية والفنية والأداء الجاذب للنجوم الجُدد.
إن البقاء في التشكيلة الزرقاء أمرٌ صعبٌ الآن، ولم يعد هناك مُتَّسع وقت للإدارة الثلاثية للمباريات، وزمن سلمان الفرج بوصفه لاعبًا في طريق الانتهاء، والتعويض لم يعد بشخصيته، بل في مَن يأتي من بعيد ليحتل المساحة كُلها، ويُسكنه الماضي الجميل.
الوضع الآن قد يبدو مخيفًا للهلاليين مع أفول سلمان، وسالم، والمعيوف، وطي صفحة النجومية المُطلقة، ووجود القبضة الثلاثية على الفريق، لكن الواقع بمستقبله القريب، سيكون جيدًا، فالوقت المُقبل سيكون بشكل مغاير، ولون مختلف، وإدارة أمامها أسماء لم تعهد التعامل معها، ولن يكون هناك أكثر من صوت مع وجود أناس لا تتكلَّم كثيرًا.
لقد اعتاد الهلالي على هلال مُحدَّد بتفكيره ومنهجه، ولم يُجرِّب أفكارًا مختلفة، ونماذجَ واسعة ومرنة، لكن الأيام المقبلة، بدءًا من الصيف المقبل، لن تحمل سوى الخلاص.